للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما يقول إذا أصابته نكبة قليلة أو كثيرة]

قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: ١٥٥ - ١٥٧].٣٦٧ - وروينا في كتاب ابن السني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَسْترجِعْ

ــ

باب ما يقول إذا أصابته نكبة

قليلة أو كثيرة النكبة بإسكان الكاف ما يصيب الإنسان من الحوادث كذا في النهاية قوله: (وبشر الصابرين) [البقرة: ١٥٥] أي بالجنة. قوله: (الذين) [البقرة: ١٥٦] منصوب نعتًا أو مقطوع أو مرفوع قطعًا أو استئنافًا على تقدير سؤال من الصابرين قيل هم الذين. قوله: (مُّصِيبَةٌ) [البقرة: ١٥٦] اسم فاعل من أصاب وصار اختصاصه بالمكروه قال ابن الجزري في تفسيره قال الغراء وللقرب في المصيبة ثلاث لغات ص صيبة ومصابة ومصوبة وحكى الكسائي إنه سمع أعرابيًّا يقول جبر الله مصوبتك قلت في الصحاح المصيبة واحدة المصائب والمصوبة بضم الصاد مثل المصيبة وأجمعت العرب على جمع المصائب وأصله الواو كأنهم شبهوا الأصلي بالزائد ويجمع أيضًا على مصاوب وهو الأصل اهـ قوله: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ} [البقرة: ١٥٧] توطينا لأنفسهم على تحمل ما يقع بهم قال سعيد بن جبير لفد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئًا لم تعطها الأنبياء قبلهم ولو أعطيه الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول يا أسفا على يوسف. قوله: {إِنَّا لله} [البقرة: ١٥٦] إقرار بالملك والعبودية لله فهو المتصرف فينا بما يريد. قوله: {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦] إقرار بالبعث على مصيبة الموت التي هي أعظم المصائب وسيأتي مزيد في ذلك إن شاء الله تعالى في باب من يقول من مات له ميت. قوله: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ} [البقرة: ١٥٧] أي ثناء كثير ورحمة والعطف يشعر بالمغايرة وارتفع صلوات بالثناء عليه لأن الجار قد اعتمد قال عمر بن الخطاب نعم العدلان نعم العلاوة أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدين.

قوله: (وروَينَا في كِتَاب ابْنِ السُّني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب في سنده من ضعف وله شاهد من مرسل أَبي إدريس الخولاني وهو في فوائد هشام بن عمار ورجال إسناده من رواة الصحيح وقد أخرجه ابن السني أيضًا وفيه قصة وله شاهد موصول عن أبي أمامة قال خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانقطع شسعه فقال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦]، فقال له رجل لشسع فقال - صلى الله عليه وسلم - أنها مصيبة قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه الطبراني عن أبي أمامة بمعناه وسنده ضعيف أيضًا وله شاهد موقوف أخرجه ابن المنذر في التفسير عن عبد الله بن خليفة إن عمر بن الخطاب انقطع شسعه فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>