للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روينا في "صحيح البخاري" عن ابن عباس رضي الله عنهما، "أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن! كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أصبح بحمد الله بارئًا".

[باب ما يقوله المريض ويقال عنده ويقرأ عليه وسؤاله عن حاله]

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول

ــ

وجواب المسؤول وفي نسخة السؤال قوله: (وَرَوَيَنا في صَحيحِ البُخاري) قال الحافظ هو طرف من حديث أخرجه البخاري في الاستئذان وفي أواخر المغازي من وجهين عن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن عباس أخبره فذكره وزاد بعد قوله بحمد الله بارئًا فقال العباس والله إني لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيتوفى من وجعه هذا وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب عند الموت الحديث وفيه إشارة العباس على أن يسأل فيّ من الخلافة وامتناع عليّ منه ذكره الحافظ. قوله: (كَيْف أصبحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن حجر في شرح المشكاة فيه أن العبادة إذا تعسرت لعارض كغلبة المريض أو اشتغاله باستعماله دواء يسن السؤال عن حاله ممن يعلمه وهذا وإن لم يصرح به أئمتنا لكن ظاهر المعنى لأن المريض إذا بلغه ذلك يسر به اهـ. قوله (أَصبْحَ بِحَمْدِ الله) أي مقرونًا بحمده أو ملتبسًا بموجب حمده وشكره. قوله: (بارئًا) اسم فاعل من البرء خبر بعد خبر أو حال من ضمير أصبح ويجوز عكسه والمعنى قريبًا من البرء بحسب ظنه أو للتفاؤل أو بارئًا من كل ما يعتري المريض من قلق وغفلة وسيأتي في باب النياحة كلام نفيس في برأ وفي إنه ينبغي لمن يسأل عن المريض أن يجيب بما يشعر برضى المريض بما هو فيه عن الله تعالى وإنه مستمر على حمده وشكره لم يغيره عن ذلك شدة ولا مشقة وبما يؤذن بخفة مرضه أو بقرب عافيته قال ابن حجر أيضًا وهذا وإن لم يصرح به أصحابنا لكنه واضح.

باب ما يقوله المريض

(وفي نسخة ما يقول بإسقاط الضمير ويقال ويقرأ عليه وسؤاله عن حاله)، قوله: (رَوَيَنَا في صَحيح البُخَاري الخ) قال الحافظ بعد ذكره إلى قوله يفعل ذلك ثلاثًا سبق من

<<  <  ج: ص:  >  >>