للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنها: وارأساه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بَلْ أنا وارَأساهُ ... " وذكر الحديث بهذا اللفظ مرسل.

[باب كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان وجوازه إذا خاف فتنة في دينه]

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

ــ

البقيع وأنا أجد صداعًا في رأسي وأنا أقول وارأساه فقال بل أنا وارأساه فقال ما ضرك لو من قبلي فذكر الحديث قلت هو قوله فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك قال الدميري في الديباجة رواه أحمد وابن حبان والدارمي والدارقطني والبيهقي كلهم بإسناد فيه محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عيينة والأكثرون أن حديثه حسن إذا قال حدثني وإذا عنعن لا يحتج به لكن مال ابن الجوزي إلى صحته وكان هذا الخروج إلى البقيع آخر يوم من صفر آخر أو أول يوم من ربيع اهـ. قوله: (بَل أَنَا وَارَأْسَاهُ) اضراب أي دعي ما تجدينه من وجع رأسك واشتغلي بي فإنك لا تموتين في هذا المرض وتعيشين بعدي. قوله: (وَارَأْسَاهُ) فيه رد لقول جمع من أئمتنا بكراهة تأوه المريض نعم إن أرادوا إنه خلاف الأولى اتجه لأنه لا يدل على ضعف اليقين ويشعر بالسخط ويورث شماتة الأعداء ولا بأس اتفاقًا بإخبار صديق وطبيب إذ لا نظر لعمل اللسان فكم من ساكت ساخط وشاك راضٍ.

باب كراهة تمني الموت لضر ينزل بالإنسان وجوازه

أي إباحته (إِذَا خَافَ فِتْنَةً في دِيِنِهِ) قال بعضهم لا يتمنى الموت إلا ثلاثة رجل جاهل بما بعد الموت ورجل لا يصبر على المصائب فهو هارب من قضاء الله ورجل أحب لقاء الله تعالى. قوله: (رَوَيْنَا في صَحِيحي الْبُخَارِي وَمُسْلمٍ الخ) أخرجاه وأحمد بهذا اللفظ وأخرج الحافظ من طريق أخرى عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس فذكر مثله وقال أخرجه أبو عوانة في صحيحه وأخرجه الحافظ من طريق أبي نعيم إلى إسماعيل بن إبراهيم ثنا عبد العزيز بن صهيب لكن قال متمنيًا بدل قوله فاعلًا أخرجه مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي

<<  <  ج: ص:  >  >>