للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَقُولُ الله تَعالى: ما لِعَبْدِي المُؤمِنَ عِندِي جَزَاءٌ إذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أهْلِ الدنْيا ثمَّ احْتَسَبَهُ إلَّا الجَنَّةَ".

[باب ما يقوله من بلغه موت صاحبه]

روينا في كتاب ابن السني، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المَوْتُ فَزَغٌ، فإذا بَلَغَ أحَدَكُمْ وَفَاةُ أخِيهِ فَلْيَقُلْ: إنَّا لِلهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وإنَّا إلى رَبنا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهُم اكْتُبْهُ عِنْدَكَ فِي المُحْسِنِينَ، وَاجْعَلْ كِتَابَهُ في علِّيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي أهْلِهِ في الْغَابِرِينَ، وَلَا تَحْرِمْنا أجْرَهُ ولا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ".

ــ

المذكور في حديث أبي هريرة الاسترجاع والحمد في حديث أبي موسى والجامع بينهما التسليم لأمر الله والحديث المذكور من غرائب الصحيح أخرجه في كتاب الرقاق من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. قوله: (صَفِيَّه) بالصاد المهملة المفتوحة وكسر الفاء وتشديد التحتية قال في كشف المشكل والمراد به المصطفى كالولد والأخ وكل محبوب مؤثر وفي النهاية صفي الرجل الذي يصافيه الود يخلصه له فعيل بمعنى فاعل أو مفعول اهـ.

[باب ما يقوله من بلغه موت صاحبه]

قوله: (رَوَينا في كتاب ابنِ السّني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب أخرجه ابن السني وفي سنده قيس بن الربَيع وهو صدوق لكنه تغير في الآخر ولم يتميز فما انفرد به يكون ضعيفًا اهـ. قوله: (فزَعٌ) بالفاء والزاي المفتوحتين مصدر فزع بكسر الزاي والفزع في الأصل الخوف كما في النهاية وهو إما على تقدير مضاف أي ذو فزع أو مؤول باسم الفاعل أو هو باقٍ على ظاهره مبالغة نحو زيد عدل. قوله: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: ١٤] أي راجعون إلى الدار الآخرة وفيه ندب التذكير والاعتبار بموت الأقران والإخوان وأهل الديار قال بعض العارفين رحمهم الله:

وإن افتقادي واحدًا بعد واحد ... دليل على إن لا يدوم خليل

قوله: (من المحسنين) أي في الأعمال والأحوال وباقي الذكر سبق

<<  <  ج: ص:  >  >>