للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لعَلَّكَ تَسُبُّ الرِّيحَ".

قال الشافعي رحمه الله: لا ينبغي لأحد أن يسبَّ الرياح، فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجند من أجناده، يجعلها رحمةً ونقمةً إذا شاء.

[باب ما يقول إذا انقض الكوكب]

روينا في كتاب ابن السني، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: أُمِرْنا أن لا نُتبع أبصارنا الكوكب إذا انقضَّ، وأن نقول عند ذلك: ما شاء الله لا قوّة إلا بالله.

ــ

رواه عنه وليس كذلك بل أرسل القصة ولم أجد لهذا المتن شاهدًا ولا متابعًا اهـ. قوله: لعَلَّك تَسُبُ الريحَ) قال السيد السمهودي في جواهر العقدين السبب فيه أن الريح سبب المطر والمطر سبب الرزق فمن سبها استحق منعه اهـ. قوله: (قَال الشافِعي) قاله في أم الكتاب وفي الحديث ما يؤيده وذلك ما رواه الترمذي عن ابن عباس أن رجلًا لعن الريح عند النبي كج فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة ومن لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه. قال الغزالي الصفات المقتضية لعن ثلاثة الكفر والبدعة والفسق وليست الريح متصفة بواحدة، وسبق في الباب أحاديث تشهد بالنهي عن السبب والإشارة إلى أنها مأمورة وعلى ما يصدر منها مقهورة اهـ. والله سبحانه وتعالى أعلم.

[باب ما يقول إذا انقض الكوكب]

انقض بالقاف والضاد المعجمة أي سقط قال الراغب في مفرداته انقض الحائط وقع قوله: (رَوَيْنَا في كِتَاب ابْنِ السني) قال في المرقاة نقلًا عن المصنف إسناده ليس بثابت وقال الحافظ بعد أن أورده بإسناده إلى الطبراني حديث غريب أخرجه ابن السني قال الطبراني لم يروه عن حماد يعني ابن أبي سليمان إلَّا عبد الأعلى تفرد به موسى قلت عبد الأعلى هذا ابن أبي المساور بضم الميم وتخفيف المهملة ضعيف جدًّا وفي الراوي عنه ضعف أيضًا وقال الحافظ في باب ما يقول إذا سمع الرعد أن حديث ابن مسعود تفرد به من اتهم بالكذب وهو عبد الأعلى وسيأتي كلامه ثمة اهـ، وأما الذكر المذكور فقد سبق الكلام عليه في باب ما يقول لدفع الآفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>