للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في أذكار الطواف]

يستحبُّ أن يقول عند استلام الحجر الأسود وعند ابتداء الطواف أيضًا: بِسْم اللهِ واللهُ

أكْبرُ، اللهُم إيمانًا بِكَ وَتَصْدِيقًا بِكتابِكَ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ واتباعا لِسُنةِ نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم -.

ــ

فصل

قوله: (يُسْتحَبُّ أَنْ يقولَ) أي سرًّا هنا وفيما يأتي لأنه أوفر للخشوع نعم يسن الجهر به لتعليم الغير حيث لا يتأذى به أحد. قوله: (استِلامِ الحَجرِ) افتعال قيل من السلام بفتح السين أي التحية وقيل من السلام بالكسر أي الحجارة واحدتها سلمة بكسر السلام قال الشاعر:

ذاك خليلي وذو يواصلني ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

والأسود وصف للحجر يجوز أن يكون من السودد أو السواد وتردد بعضهم في أن هذا الوصف

هل كان يطلق عليه قبل اسوداده أولًا وبفرض إطلاقه عليه حينئذٍ فيتعين كونه من السودد ثم محل الحجر قائم مقام الحجر لو فقد الحجر والعياذ باللهِ تعالى فيما يستحب من استلام وتقبيل وسجود وذكر يقال عنده، وسكت المصنف عن النية وهي فرض فيه إن لم يكن مندرجا في نسك وإلا كطواف الركن لا يجب فيه اكتفاء بنية النسك المستحبة عليه نعم يعتبر فقد الصارف، ومحل النية الواجبة آخر جزء من الحجر مما يلي الباب والسنة أن يقف بجانب الحجر مما يلي الركون اليماني ويكون خارجًا بجميع بدنه وينوي حينئذٍ ويستمر ذاكرًا لها حتى يجاوز ما اعتبر مقارنة النية له والله أعلم. قوله: (بسْمِ الله) أي أطوف (الله أَكبَرُ) أي من كل من هو بصورة معبود من حجر أو غيره ومن ثم ناسب ما بعده أي قوله: (اللهم إِيمَانًا بك) أؤمن أو أطوف فإيمانًا مفعول مطلق أو لأجله. قوله: (ووفاء بِعَهْدِكَ) أي المأخوذ يوم "ألست" لما قيل إنه كتب وأدرج في الحجر ويومئ إليه خبر أنه يشهد لمن استلمه بحق أي إسلام وقيل المراد به هو ما ألزمنا به نبينا - صلى الله عليه وسلم - من امتثال الأوامر واجتناب المناهي. قوله: (لِسُنَّةِ) أي طريقة ثم هذا الذكر ذكره البيهقي في المعرفة عن الحاكم إجازة عن الأصم عن الربيع عن الشافعي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج قال أخبرت أن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يا رسول الله ما نقول إذا استلمنا الركن قال قولوا بسم الله والله أكبر اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك وما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وأخرجه عبد الرزاق بسند فيه عبد القدوس

<<  <  ج: ص:  >  >>