للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا تَنْسَنا يا أُخَيَّ مِنْ دُعائِكَ، فقال كلمةً ما يسرني أن لي بها الدنيا". وفي رواية قال: "أشْرِكْنا يا أُخَيَّ في دُعائِكَ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[باب ما يقوله إذا ركب دابته]

قال الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا

نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ

ــ

عن سالم عن ابن عمر استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العمرة فأذن له وقال أي أخي أشركنا في صالح دعائك أخرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع لكن قال عن ابن عمر عن عمر أنه استأذنه وقال في شيء من دعائك زاد ولا تنسنا قال الحافظ وهكذا أخرجه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن أبيه لكن لم يقل صالح وفي شيء وأخرجه البزار عن محمد بن المثنى عن مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري وقال: لم يقل غير مؤمل فيه عن عمر قال الحافظ رواية أبي بكر ومن وافقه واردة عليه اهـ. قوله: (لا تنسنا) هكذا هو في أصل الصحيح بالألف فيحتمل أن يكون خبرًا لفظًا طلبًا معنى، ويحتمل أن الألف نشأت من إشباع الفتحة. قوله: (يا أخي) بضم الهمزة قيل كذا ضبط في أبي داود وقيل إنه بالتكبير وفيه قول الإنسان وفيه قول الإنسان لمن يقاربه في السن يا أخي على سبيل التلطف وتقدم استحباب ذلك في باب ما يقول إذا خرج من بيته والله سبحانه أعلم.

باب ما يقول إذا ركب دابته

قوله: (قال الله تعالى {وجَعَلَ لَكُمْ} أي لانتفاعكم. قوله: {مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ} أي تركبونه في البر والبحر يقال ركب الأنعام وركب في الفلك فغلب هنا المتعدى بنفسه على

المتعدى بغيره لقوته قال في النهر وما موصولة ويراعى فيها اللفظ والمعنى فمراعاة المعنى في قوله على ظهوره حيث جمع ومراعاة اللفظ حيث أضاف الظهور إلى الضمير المفرد وكذا فيما بعد ذلك في قوله عليه وفي الإشارة في قوله هذا. قوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}) هذه حكمة الجعل وثمرته المرتبة عليه أي لتثبتوا

<<  <  ج: ص:  >  >>