للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوه، والله أعلم.

[باب نداء من لا يعرف اسمه]

ينبغي أن ينادَى بعبارة لا يتأذَّى بها، ولا يكون فيها كذب ولا ملق كقولك: يا أخي يا فقيه يا فقير، يا سيدي، يا هذا، يا صاحب الثوب الفلاني، أو النعل الفلاني، أو الفرس، أو الجمل، أو السيف أو الرمح، وما أشبه هذا على حسب حال المنادي والمنادى.

وقد روينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه بإسناد حسن عن بشير بن معبد المعروفة بابن الخصاصية رضي الله عنه قال: "بينما أنا أماشي النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر فإذا رجل يمشي بين القبور عليه نعلان فقال:

ــ

بفتح الغين والثاء ورواه الخطابي وطائفة عنتر بعين مهملة ومثناة مفتوحتين قالوا: وهو الذباب وقيل هو الأزرق منه شبهه به تحقيراً له اهـ. وفي النهاية في معناه بالمهملة والمثناة الفوقية هو الذباب شبهه به تحقيراً له وتصغيراً وقيل: هو الذباب الكبير الأزرق شبهه به لشدة أذاه اهـ. قوله: (ونحوه) أي من الأذن أو الشفة.

[باب نداء من لا يعرف اسمه]

أي بيان لفظ نداء من لا يعرف المنادي اسمه حال النداء أما بأن لا يعرف اسمه مطلقاً أو اشتبه عليه حينئذٍ. قوله: (بعبارة) أي بلفظ وسمي عبارة لأنه يعبر به عما في الضمير. قوله: (كذب) بكسر الذال المعجمة أي إخبار بخلاف الواقع بأن يصف إنساناً بخلاف ما هو به. قوله: (ولا ملق) بفتح أوليه قال في النهاية: هو الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي وفي الحديث ليس في خلق المؤمن الملق. قوله: (كقولك يا أخي) هذا مثال اللفظ الذي يطلب الإتيان به لخلوه عن الملق ونحوه. قوله: (على حسب حال المنادي) أي بصيغة اسم الفاعل (والمنادى) بضيغة المفعول أي بأن ألفاظ الخطاب تختلف باختلاف أحوال المخاطب فلكل مقام مقال فينبغي مراعاة ذلك لما يترتب على تركه مما لا يخفى قوله: (روينا في سنن أبي داود والنسائي الخ) سبق الكلام على الحديث تخريجاً ومعنى في آخر أذكار الجنائز قبل أذكار الصلاة المخصوصة. قوله: (أماشي) مضارع

<<  <  ج: ص:  >  >>