للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب استحباب تغيير الاسم إلي أحسن منه]

فيه حديث سهل بن سعد الساعدي المذكور في باب تسمية المولود في قصة المنذر بن أبي أُسَيد.

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن زينب كان اسمُها برَّةَ، فقيل: تزكي نفسها،

ــ

ولم ينسب لقبه لأحد من الصحابة وهو ضمري مولاهم إفريقي صدوق يخطيء خرج عنه البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة كذا في تقريب الحافظ ابن حجر.

باب استحباب تغيير الاسم إلي أحسن

قوله: (فيه حديث سهل بن سعد الخ) أي وذلك قوله في آخره قال: ما اسمه قال: فلان قال: لا ولكن امه المنذر فسماه يومئذٍ المنذر. قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) رواه البخاري في الأدب من صحيحه ومسلم في الاستئذان من صحيحه ورواه ابن ماجه كذا في الأطراف للحافظ المزي. قوله: (أن زينب) أي بنت جحش أم المؤمنين كما أشار إليه المصنف في شرح مسلم وصرح به شيخ الإسلام زكريا في تحفة القاري وقال الكرماني زينب بنت جحش أو زينب بنت أبي سلمة لأنه -صلى الله عليه وسلم- غير اسم كل منهما إلى زينب وكذا قال الحافظ في الفتح وزاد الأولى أم المؤمنين والثانية ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا قاله ابن عبد البر. قوله: (برة) بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء مبالغة بارة إما على الوصفية أو المصدرية أي كثيرة البر. قوله: (فقيل تزكي نفسها) أي لأن لفظ برة مشتق من البر وفي كلام ابن القيم في الهدى من أثناء حكم نهيه عن أسماء معينة قال: وأمر آخر هو ظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كما سمى فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها وترفعه على غيره وها هو المعنى الذي لأجله نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تسمى برة وقال: "لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بأهل البر منكم" قال: وعلى هذا فتكره التسمية بالتقي والمتقي والمطيع والطائع والراضي والمحسن والمخلص ونحوها أما تسمية الكفار بذلك فلا يجوز التمكين منه ولا دعاؤهم بشيء من هذه الأسماء والأخبار عنهم بها والله عزّ وجلّ يغضب من تسميتهم بذلك اهـ. وقال ابن الملك تزكية الرجل نفسه ثناؤه عليها والبر اسم لكل فعل مرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>