للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك ذو اليدين واسمه الخِرْباق -بكسر الخاء المعجمة وبالباء الموحدة وآخره قاف- كان في يديه طول.

ثبت في الصحيح "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعوه ذا اليدين" واسمه الخِرْباق، رواه البخاري بهذا اللفظ في أوائل "كتاب البرِّ والصلة".

[باب جواز الكنى واستحباب مخاطبة أهل الفضل بها]

هذا الباب أشهر من أن نَذْكُرَ فيه شيئاً منقولاً، فإن دلائله يشترك فيها الخواص والعوام، والأدب أن يخاطَب أهل الفضل ومن قاربهم بالكنية،

ــ

(ومن ذلك ذو اليدين) أي ومن اللقب المحبوب ذو اليدين لقب الخرباق قال الكرماني: ولقب به لطول يديه. قوله: (رواه البخاري الخ) أي في قصة السهو

الواقع في تسليمه -صلى الله عليه وسلم- من ركعتين من صلاته وفيه وفي القوم رجل كان -صلى الله عليه وسلم- يدعوه ذا اليدين فقال: يا نبي الله أنسيت أم قصرت الصلاة فقال: لم أنس ولم تقصر الصلاة قالوا: بلى قد نسيت يا رسول الله وفي رواية للبخاري أيضاً قال: أصدق ما يقول ذو اليدين فقال النّاس: نعم وفي رواية له أيضاً فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه أحق ما يقول قالوا: نعم الحديث وما أحسن ما أورده ابن فرحون المالكي في طبقاته للمالكية المسماة بالديباج المذهب في علماء المذهب في ترجمة أحمد بن عبد الله بن عميرة المالكي قال من شعر أحمد المذكور ملمحاً إلى حديث ذي اليدين فقال:

عندي يد لك بعد أخرى قررت ... من ذلك الذخر المعد لما دهى

والدهر عن حظي سها أفينبغي ... من ذي اليدين سكوته عمن سها

[باب جواز الكنى واستحباب مخاطبة أهل الفضل بها]

قوله: (والأدب أن يخاطب أهل الفضل) من ذي ولاية أو علم (ومن قاربهم) أي بشرف نسب أو ولاية أمر (بالكنية) متعلق بقوله يخاطب وإنما كان هذا أولى لما

<<  <  ج: ص:  >  >>