للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب كنية الرجل بأكبر أولاده]

كُنّي نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- أبا القاسم بابنه القاسم وكان أكبر بنيه. وفي الباب حديث أبي شريح الذي قدمناه في باب استحباب تغيير الاسم إلى أحسن منه.

ــ

من الاستعلاء وإلا فمقتضى الظاهر أن يقال يكنى إلى نظيره أي إذا كتب إليه كما عبر باللام في قوله ويسمى لمن فوقه أي إذا كتب لمن فوقه بفضل أو نحوه فيذكر اسمه أولاً ثم يقول المعروفة بأبي فلان ونحوه وذلك لأن من فوق الإنسان لا يليق بالإنسان الاستعلاء عليه وفي ذكر الكنية نوع منه فترك في الكتابة لمن فوقه لكن لما احتيج إليها لزيادة التعريف لكونها أشهر أتى بها كالتتميم لزيادة التعريف لا للترفع والله سبحانه وتعالى أعلم.

[باب كنية الرجل بأكبر أولاده]

أي استحباب ذلك أخذاً من فعله -صلى الله عليه وسلم- فقد اكتني بأبي القاسم والقاسم أسن بنيه وكني علياً بأبي الحسن وكني هانئاً بأبي شريح وكل من الحسن وشريح أكبر أولاد أبيه ولو كني بغير الأكبر فلا بأس فقد كني جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا إبراهيم يوم ولدت إبراهيم أمه رواه ابن السني. قوله: (كني نبينا -صلى الله عليه وسلم- أبا القاسم بابنه القاسم) وكان أكبر بنيه والقاسم وغيره من بنيه وبناته -صلى الله عليه وسلم- من خديجة إلا إبراهيم فمن مارية ولد القاسم بمكة وكان بكر ولده وهو أول ميت من ولده بمكة قال مجاهد: مات وله سبعة أيام وقال الزهري: مات وهو ابن سنتين وقال قتادة: عاش حتى مشى قال أبو نعيم: لا أعلم أحداً من مقدمتنا ذكر القاسم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحابة أي لأن الأكثر على موته قبل الدعوة إنما يذكر في أولاده لكن روى يونس بن بكير عن محمد بن علي قال: كان القاسم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أبلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله تعالى قال عمرو بن العاص: لقد أصبح محمد أبتر فأنزل الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} عوضاً يا محمد عن مصيبتك بالقاسم: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>