للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب بيان أنه يستحبُّ لكبير البلد إذا مات الوالي أن يخطب النَّاس ويعظهم ويأمرهم بالصبر والثبات على ما كانوا عليه

روينا في الحديث الصحيح في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم وفاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقوله رضي الله عنه: "من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت".

وروينا في "الصحيحين" عن جرير بن عبد الله أنه يوم مات المغيرة بن شعبة وكان أميراً على البصرة والكوفة: قام

ــ

باب بيان أنه يستحب لكبير البلد إذا مات الوالي أن يخطب النَّاس ويعظهم ويأمرهم بالصبر والثبات على ما كانوا عليه

قوله: (روينا في الحديث الصحجح) رواه البخاري من حديث ابن عباس. قوله: (ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) فيه تذكيرهم ووعظهم وأمرهم بالثبات على عبادة الحي الذي لا يموت سبحانه وتتمة الخبر قال الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} إلى قوله: {اَلشَّاَكِرينَ} قال: والله لكأن النّاس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها النّاس كلهم فما أسمع بشراً من النّاس إلا يتلوها. قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم) رواه البخاري في كتاب الإيمان بل هو آخر حديث في الإيمان منه ورواه مسلم. قوله: (يوم موت المغيرة بن شعبة) كان ذلك في سنة خمسين من الهجرة كما في الفتح وإنما خطبهم جرير آمراً بما في الخطبة لأن الغالب أن وفاة الأمراء تؤدي إلى اضطراب وفتنة لا سيما ما كان عليه أهل الكوفة: إذ ذاك من مخالفة ولاة الأمور. قوله: (وكان أميراً على البصرة والكوفة) المعروف أنه كان أميراً على الكوفة: فقط وذلك أيام معاوية ومات بها سنة خمسين وفي أوائل العسكري أول من جمع له العراقان زياد كان على البصرة وأعمالها إلى سنة خمسين فلما مات المغيرة بن شعبة بالكوفة وهو أميرها كتب معاوية إلى زياد بعهده إلى الكوفة: مع البصرة وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>