للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب السلام للتحلل من الصلاة]

اعلم أن السلام للتحلل من الصلاة ركن من أركان الصلاة وفرض من فروضها لا تصح

إلا به، هذا مذهب الشافعي، ومالك، وأحمد، وجماهير السلف والخلف، والأحاديث الصحيحة المشهورة مصرَّحة بذلك.

ــ

ما يرد ذلك وينبغي أن يجتهد في الدعاء في صلاة الصبح لقوله - صلى الله عليه وسلم - سلوا الله حوائجكم في صلاة الصبح رواه أبو يعلى في مسنده.

[باب السلام للتحلل من الصلاة]

قيل معنى السلام عليكم التعويذ بالله والتخصيص به سبحانه فإن السلام من أسمائه وتقديره الله حفيظ عليكم وقيل معناه السلامة والنجاة لك فيكون مصدرًا كاللداد واللداذة كما قال تعالى {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: ٩١] أي سلامة لكل يا محمد فلا تهتم فإنهم سلموا من عذاب الله وأنت ترى فيهم ما تحب من السلام. قوله: (أعلم أَن السَّلامَ الخ) من الأحاديث حديث عامر بن سعد عن أبيه قال كنت أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خديه وحديث ابن مسعود كان - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده الأيمن وعن يساره

السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده الأيسر ومن هذا مع قوله - صلى الله عليه وسلم - صلوا كما رأيتموني أصلي وخبر مسلم تحريمها التكبير وتحليلها التسليم أخذ الشافعي وأكثر العلماء أن السلام ركن من أركان الصلاة لا تصح إلّا به كذا في شرح المشكاة لابن حجر والمعروف في حديث تحريمها التكبير الخ. وهو من حديث علي رضي الله عنه أنه رواه أبو داود والترمذي والشافعي وغيرهم بإسناد صحيح ورواه الحاكم على شرط مسلم ولم يذكروا فيمن خرجه مسلم ولعله سبق القلم من الشيخ المذكور في عزوه لمسلم والله أعلم، وأما قول ابن مسعود أنه - صلى الله عليه وسلم - لما علمه التشهد قال له إذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد

<<  <  ج: ص:  >  >>