للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأسانيد الصحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أصبح: "اللَّهُم بكَ أصبحنا وبك أمسَينا، وَبكَ نَحْيا، وبكَ نَمُوت، وإليكَ النشُورُ" وإذا أمسى قال: "اللهُم بِكً أمْسَينا، وبِكَ نحيا، وبكَ نموتُ وإليكَ النُّشُورُ" قال الترمذي: حديث حسن.

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في سفر

ــ

فإنه يقع في القيام من النوم وهو كالموت وناسب أن يقال في المساء إليه المصير لأنه يصير إلى النوم وهذا هو الصحيح في الحديث ورواه أبو عوانة في صحيحه وغيره وما ورد غير ذلك فإنه وهم من الراوي اهـ، ويشير به إلى ما ذكره في تصحيح المصابيح أنه جاء في أبي داود فيهما النشور وفي الترمذي فيهما المصير اهـ، ولا يخفى أنه بمجرد تحسين المناسبة المعنوية ولا يجوز الطعن بالوهم وغيره فيما ثبت من الروايات لا سيما ورواية أبي داود والترمذي أكثر اعتبارًا من رواية أبي عوانة مع أن مؤدي النشور والمصير واحد وهو الرجوع إلى الله تعالى بعد الموت نعم المغايرة بينهما أتم على أن قوله بك نحيا يناسبه النشور وبك نموت يناسبه المصير ففيه نوع لف ونشر

اهـ. وأيضًا فإن النهار محل الكسب فيناسب الانتشار والليل محل السكون فيناسبه المصير اهـ. قوله: (بالأَسانيدِ الصحيحةِ).

قال الحافظ بعد تخريجه الحديث أنه حديث صحيح غريب. قوله: (إِذَا أَصبَحَ) أي دخل في الصباح. قوله: (بكَ أَصْبحنَا) أي بسبب نعمة إيجادك وإمدادك أصبحنا والظرف خبر مقدم على حذف مضاف. قوله: (وبكَ نحيَا الخ) حكاية الحال الآتية يعني يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال ومثله حديث حذيفة السابق في باب ما يقول إذا استيقظ من نومه اللهم باسمك أحيا وأموت أي لا أنفك عنه وتقدم في ذلك الباب الكلام على هذا الخبر بما يغني عن الإعادة والمقصود من ذلك التبري من الحول والقوة. قوله: (النشورُ) أي البعث بعد الموت والتفرق بعد الجمع. قوله: (وَرَوَينْا في صحيح مُسلم الخ) وكذا رواه أبو داود كما في الحصين والسلاح زاد الأخير ورواه الحاكم وزاد فيه بعد قوله لك ثلاث مرات ويرفع بها صوته زاد الحافظ وأخرجه النسائي وابن خزيمة والحديث صحيح غريب قال وقد وجد له شاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>