للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن لم يتمكن اقتصر على ما يقدر عليه من أهمه.

[باب كراهية النوم من غير ذكر الله تعالى]

روينا في سنن أبي داود بإسناد جيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَعَدَ مَقْعدًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تعالى فيهِ كانَتْ عليهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، ومَنْ اضْطَجعَ مَضْجَعًا لا يَذْكُرُ اللهَ تعالى فِيهِ كانتْ عَليهِ مِنَ الله تعالى تِرَةٌ"

ــ

دليله من قراءته - صلى الله عليه وسلم - لذلك كل ليلة عند المنام مع جمع كفيه والتفث فيهما ومسح ما تصل إليه من جسده عليه أفضل الصلاة والسلام والأثر عن النخعي أخرجه ابن أبي داود بسندين كلاهما صحيح أخرج الشيخان لجميع رواتهما فعجب من اقتصار الشيخ على شرط مسلم وتقدم أول الباب حديث عائشة في قراءة المعوذات وهو في الصحيحين وفي بعض طرقه ثلاث مرات. قوله: (فإِنَّ لمْ يَتَمكَّن) أي غلبه المنام أو منعه الشغل بما هو أهم منه.

[باب كراهية النوم من غير ذكر الله تعالى]

قوله: (كَانَتْ عليهِ مِن الله تِرَةٌ) قيل الظاهر أن من للتعليل أي من أجل ثوابه وقربه وترة مرفوع كان فهي تامة أي وجدت عليه من الله حسرة عظيمة أو كان ناقصة وعليه مبتدأ وترة خبر ومن الله متعلق بترة والجملة خبر كان واسمها ضمير القصة أو ضمير يعود للقعدة المفهومة من قعد أو ترة فاعل كان ومن الله متعلق به وعليه في محل الحال وإثبات التاء في كانت هو ما في المشكاة تبعًا لما في أبي داود وجامع الأصول وفي رواية جرى عليها صاحب المصابيح كان بحذف التاء ونصب ترة وهو ظاهر وضمير كان يرجع إلى المقعد ومن الله متعلق بترة ثم هاتان الروايتان رويتا في قوله الآتي كانت عليه من الله تعالى ترة وتوجيههما هو ما ذكر. قوله: (ومنِ اضطَجَع مضْجَعًا لَا يذْكرُ الله فيهِ الخ) غاير بين الحرفين أعني لا في الأول ولم في الثاني للتفنن في التعبير قال الخطابي في قوله - صلى الله عليه وسلم - لم تراعوا معناه لا تخافوا والعرب قد توقع لم موقع لا

<<  <  ج: ص:  >  >>