للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روينا في "صحيح مسلم": عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ في الليل لَساعَةً لا يُوافِقُها رَجُل مُسْلِمٌ يَسالُ اللهَ تعالى خَيرًا مِنْ أمرِ الدُّنْيا والآخِرَةِ إلا أعطاهُ اللهُ إياهُ، وذلكَ كُل لَيلة".

[باب أسماء الله الحسنى]

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

ــ

قوله، (وَرَوَينَا في صحيحِ مُسلم) قال الحافظ وأخرجه ابن حبان في صحيحه. قوله: (وذلكَ الخ) أي المذكور من إجابة الدعاء في تلك الساعة لا يتقيد بليلة مخصوصة بل يحصل كل ليلة من فضل الله ومنته على هذه الأمة فينبغي تحري تلك الساعة ما أمكنه في كل ليلة إما بإحياء جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها واحتج بهذا الحديث من فضل الليل على النهار لأن كل ليلة فيها ساعة إجابة وذلك في النهار ليس إلَّا في يوم الجمعة فقط.

[باب أسماء الله الحسنى]

(قَال الله تعَالى ولله الأَسماءُ الحسنى) قال مقاتل دعا رجل الله تعالى في صلاته ومرة دعا الرحمن فقال أبو جهل أليس يزعم محمد وأصحابه يعبدون ربًّا واحدًا فما بال هذا يدعو اثنين فنزلت وأل في الأسماء قيل هي للعهد أي ما جاء به التوقيف وقيل للجنس أي كل اسم حسن ويبنى على ذلك الخلاف في أنه هل يمتنع إطلاق ما لم يرد به توقيف عليه تعالى وإن صح قيامه به أولًا فعلى العهد يمتنع وعلى الجنس يجوز أشار إلى ذلك القرطبي في كتاب البر والصلة من المفهم وأنت خبير أنه لا يتعين على كونها للجنس جواز إطلاق ما لم يرد به توقيف فمن الجائز أن يكون من العام المراد به الخاص ويدلك على ذلك قول أبي حيان في النهر وكون الاسم الذي أمر تعالى أن يدعى به حسنًا هو ما قرره الشرع ونص عليه في اطلاقه اهـ. من غير أن يبنى ذلك على كون أل فيه للعهد فتأمله وقال الماوردي فالمراد بالحسنى أي الأسماء الحسنى ها هنا وجهان "أحدهما" ما مالت إليه القلوب من ذكره بالعفو والمغفرة والرحمة دون السخط "والثاني" أسماؤه التي يستحقها لنفسه ولفعله ومنها صفات هي طريق المعرفة به وهي تسعة القديم الأول قبل كل شيء والباقي بعد فناء كل شيء والقاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>