للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف فارس وألفي دينار، وألف ثوب من ديباج وجواهر، وزوّجه ابنته مارية، وحملها إليه مع أخيه ثياذوس (١)، واشترط عليه قيصر أن لا يتعرض للجزيرة والشام ومصر مما غلب عليه أنوشروان، فأجابه إلى ذلك.

وجاء أبرويز إلى المدائن، وخرج إليه بهرام والتقيا، فانهزم بهرام ولحق بالترك، وعاد أبرويز إلى المدائن دار ملكه، ووفى لملك الروم بما شرطه، واستولى قيصرُ على الجزيرة والشام ومصر.

وبعث أبرويز إلى امرأة ملك الترك وبذل لها الأموال، فاغتالت بهرام، فقتلته وبعثت برأسه إلى المدائن، فنصبه أبرويز على باب قصره. وكان بسطام وبندويه خالاه قد مضيا إلى الدَّيلم وإلى الترك، فكاتب أبرويز امرأة ملك الترك في قتلهما بأبيه هرمز فقتلتهما، وعلم خاقان فطلّقها ونفاها، فقدمت المدائن فتزوجها أبرويز، واسمها كردية.

وجمع أبرويز من الأموال والخيول والفيلة والمماليك والجواري والأمتعة (٢) ما لم يجمعه أحد ممن تقدمه.

أما الأموال فإنه كان يُرفع إلى خزائنه في كل سنة من الخراج أربع مئة ألف ألف دينار وأضعافها من الفضة. وكانت جواهره في ألف صندوق. وكان له مئة ألف مملوك، ومئة ألف فرس، منها خمسون ألفاً سروجها مكللة بالجواهر واليواقيت.

وكان على مَربطه ألفُ فيل منها ما هو أبيض مثل الثلج، ومنها ما ارتفاعه من الأرض اثنا عشر ذراعاً، وهذا نادر؛ لأن أكثر ما يكون ارتفاع الفيل من الأرض سبعة أذرع.

وكان له من النساء عشرة آلاف امرأة، ومن الجواري مئةُ ألفِ جاريةٍ للغناء والفِراش. وكان يَشْتُو بالمدائن، وَيصيف بقصر شيرين، وكانت شيرين أحظى نسائه عنده.


(١) في النسخ: بيدرس، وفي مروج الذهب ٢/ ٢٢١: تندوس، والمثبت من الأخبار الطوال ص ٩٢، وتاريخ اليعقوبي ١/ ١٦٨، وتاريخ الطبري ٢/ ١٨٠، وتجارب الأمم ١/ ١٢٠.
(٢) إلى هنا نهاية السقط في (خ) المشار إليه قريباً.