للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهاب الدِّين محمود (١)

خالُ صلاحِ الدين، كانت له حماة، نَزَلَ عليها الفرنج وهو مريضٌ، فتوفي، فأعطاها صلاح الدِّين لناصر الدين منكورَسْ بن خُمارتكِين صاحب صِهْيَوْن (٢)، وقيل: إنما أعطاها لتقي الدِّين عمر.

وقيل: في السنة الآتية، وكان ناصر الدين نائبًا عن تقيِّ الدِّين (٣).

أبو صالح بن العجمي (٤)

وزير الملك الصالح [إسماعيل] (٥)، وثب عليه الإسماعيلية يوم الجمعة بعد الصَّلاة في جامع حلب، فقتلوه، وضعهم عليه كُمُشْتِكِين.

وقيل: إنَّ جماعة [من الحاشية] (٥) حسدوه، فأَوغروا صَدْرَ الملك الصَّالح عليه، وقالوا: قد اطَّرحَ أمرك، ويراك بعين الصِّغَر. فحبسه، [ودخل عليه قوم فقتلوه، والأول أشهر] (٦) وكان مدبرًا، فاختلت أمورُ الملك الصَّالح بعده.

السَّنة الرَّابعَة والسَّبعون وخمس مئة

فيها جرى بحثٌ في مجلس ظهير الدين بن العَطَّار في قتال عائشة لعليٍّ رضوان الله عليه، فقال ابن البغدادي [ويعرف بابن حركها] (٥) الحنفي: كانت عائشة باغيةً على عليٍّ. فصاح عليه ابنُ العَطَّار، وأقامه من مكانه، وكَتَبَ إلى الخليفة، فأخبره، فقال: يُجمع الفقهاء، ويُسْألون ما يجب عليه. فجمعوا، وقالوا: يُعَزَّر.


(١) سلفت أخباره في هذا الكتاب، وانظر أخباره كذلك في كتاب "الروضتين": ٢/ ٧٠.
(٢) يعني بعد أن فتحه صلاح الدين، وذلك سنة (٥٨٤ هـ). انظر "الروضتين": ٤/ ٢٨.
(٣) وهذا هو الراجح، فقد رتب صلاح الدين تقي الدِّين عمر في حماة سنة (٥٧٤) هـ، وعين تقي الدين منكورس نائبًا عنه، انظر "الروضتين": ٢/ ٢٧، ٢٥٢.
(٤) هو عبد الرحيم بن أبي طالب، وقد سلفت أخباره في هذا الكتاب، وانظر "الروضتين": ٢/ ٤٦٩.
(٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٦) في (ح): ودخلوا عليه فقتلوه، وكان مدبرًا .. ، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).