للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمعت طِرَاد الزَّينبي وغيرهما، وقُرِئَ عليها الحديث سنين، وعمرت حتى قاربت المئة، وذكرها جدي في "المشيخة". وقال: أخبرتنا شهدة الكاتبة بقراءتي عليها في صفر سنة سبع وخمسين وخمس مئة، وروى لنا عنها جماعة منهم جدي، وأبو محمد عبد العزيز بن دلف، وابن الأخضر وغيرهم]، وكانت صالحة، ثقةً.

علي بن جمال الدين (١)

الوزير الأصبهاني، أبو الحسن.

[(٢) قد ذكرنا أن صاحب الموصل استوزره، وله خمس وعشرون سنة، ثم قبض عليه سيف الدين غازي، فشفع فيه كمال الدين بن نيسان وزير صاحب آمد، وكان قد زوَّجه ابنته، فأطلقه، فسار] إلى آمد مريضًا، فتوفي بدُنَيسر، فحمل إلى المَوْصل، فدُفِنَ بها إلى أوانِ الحج، فحُمل إلى المدينة، فدفن عند أبيه، وكان أحسنَ خَلْقِ الله صورةً ومعنى.

[(٣) انتهى تاريخ جدِّي المسمى بالمنتظم في هذه السنة]، وله تاريخٌ صغير سماه "دُرّة الإكليل"، ذَيَّل فيه من هذه السَّنة إلى أن حُمِلَ إلى واسط سنة تسعين وخمس مئة، غير أنه لم يستقصِ فيه الحوادث، ويقال إنه منه دَخَلَ عليه الحادث، والله أعلم.

السَّنة الخامسة والسَّبعون وخمس مئة

فيها ولَّى الخليفةُ قِوام الدِّين يحيى بن زَبَادة حِجْبة الباب، وعَزَلَ عنها عَلَم الدِّين طلحة بن البقشلان، ووقَعَ الغلاء والوباء ببغداد، فأكل النَّاسُ أولادهم، وماتوا على الطرق.


(١) له ترجمة في "كتاب "الروضتين": ٢/ ٤١٩ - ٤٢٠، "وفيات الأعيان": ٥/ ١٤٦، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٣٥٠، وهو علي بن محمد بن علي بن أبي منصور الأصبهاني.
(٢) في (ح): أبو الحسن، سار إلى آمد … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) في (ح): انتهى تاريخ الشيخ جمال الدين بن الجوزي المسمى بالمنتظم في هذه السنة، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).