للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قسَمًا إنَّ عماد الدِّ … ينِ في الآدابِ قُدْوَهْ

إنَّ بغدادَ التي للـ … ـبُخْلِ أَضْحَتْ دارَ دَعْوَهْ

وبنوها فَهُمُ أكـ … ـثرُ أهلِ الأرضِ جَفْوَهْ

قد أقامَ الثَّلْجُ فيها … شَتْوَةً من بعد شَتْوَهْ

فَهْو يغزونا مساءً … في نواحيها وغُدْوَهْ

مِثْلَما يُتْبِعُ نورُ الدِّ … ينِ في الأعداء غَزْوَهْ

فافْرِ عن جِسْمي أذاه … يا أخا الجُوْدِ بفَرْوَهْ

أكْتَسِي منها جمالًا … رائعًا في كلّ نَدْوَهْ

ففِرا جِلِّقَ عند النَّـ … ـا سِ في بغداد شَهْوَهْ (١)

فبعث له العماد بفروهٍ، وأبياتٍ على هذا الرَّويِّ.

نَصْر بن فتْيان (٢)

أبو الفَتْح، ابنُ المَنِّي النَّهْرواني، الفقيه الحَنْبلي.

ولد سنة إحدى وخمس مئة، وحَفِظَ القرآن وهو ابنُ إحدى عشرة سنة، وبَرَعَ في الفِقْه، وناظر، وسَمِعَ الحديث الكثير، وتفقَّه عليه جماعة: منهم عبد الرَّزّاق ابن الشيخ عبد القادر، والشيخ الموفَّق، والشيخ العماد، والبهاء النّابُلُسي، والشّهاب محمد بن راجح، والنّاصح بن الحَنْبَلي، والفخر ابن تيمية خطيب حَرّان، وخَلْق كثير.

وكانت وفاتُه في رمضان بعدما أَضَرَّ في آخر عمره، ودُفِنَ إلى جانب مسجده بالمأمونية، وكان شيخًا صالحًا، زاهدًا متعبّدًا، صائمًا قائمًا، وكان الشيخ عبد القادر يقول له: أنت عينُ القِلادة.


(١) ديوانه: ٤٥٣ - ٤٥٦.
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ١/ ٧٠ - ٧١، و "المختصر المحتاج إليه": ٣/ ٢١٢، و"الروضتين": ٣/ ٤٢٦ - ٤٢٧، و "سير أعلام النبلاء": ٢١/ ١٣٧ - ١٣٨، و "ذيل طبقات الحنابلة": ١/ ٣٥٨ - ٣٦٥، و "المنهج الأحمد": ٣/ ٢٩٤ - ٣٠٠.