للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ميكائيل بن سَلْجوق، هو ابن أخي طغرلبك، وكَسَرَ ملك الرُّوم، وقُتل بما وراء النهر، وملك ثماني عشر سنة، وقيل: عشرين.

وأخوه قاروت بك لم يستقم له أمر، وخُنِق.

وولي بعد ألب رسلان، ولده ملك شاه، وملك الدنيا، وأقام تسع عشرة سنة، ومات سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وكان نظام الملك وزيره ووزير أبيه.

وقام بعده ولده محمود بن خاتون، ومات في هذه السَّنة، وقام بركياروق بن ملك شاه، ونازعه عمه تاج الدولة تُتُش صاحب الشَّام، فقتله بركياروق، وأقام سُلْطانًا اثنتي عشرة سنة، وخُطِبَ له ببغداد ستّ دفعات، وجرى بينه وبين إخوته محمد وسنجر حروب.

وملك بعد بركياروق أخوه محمد، فأقام اثنتي عشرة سنة، ومات سنة إحدى عشرة وخمس مئة.

وقام بالأمر بعده ولده محمود بن محمد، فأقام واليًا أربع عشرة سنة، وعهد إلى ابنه داود، ففوَّض سنجر الملك إلى طغريل، وجعل لداود ما يكفيه، ثم طمع مسعود أخو محمود في الملك، ودخل بغداد سنة ست وعشرين وخمس مئة، [وخطب له بالسلطنة، ولابن أخيه، وتوفي طغريل في سنة تسع وعشرين وخمس مئة] (١)، واستقلَّ مسعود بالمُلْك، وطالت أيامه، فأقام نيفًا وثلاثين سنة، وقتل المسترشد [والرَّاشد] (١).

وقام بعده ملك شاه بن محمود بن أخي مسعود، فأقام ثلاثة أشهر، وكتب خاصْبَك إلى محمد بن محمود أخي ملك شاه، وخدعه، وقبض على ملك شاه، فملك محمد بن محمود وقتل خاصبك، ونفر منه إلدكز وآق سُنْقُر، وقصداه، فهرب منهما، وملَّكا أخاه سليمان شاه، وجاء ملك شاه يقصد بغداد، فخرج إليه الخليفة، فدفعه، وفي سنة ثمانٍ وأربعين وخمس مئة انحلَّت دولة بني سَلْجوق، واستولى الغُزّ على سنجر، وكانت دولتهم مستقيمة من سنة ثلاثين أو اثنتين وثلاثين وأربع مئة إلى سنة ثمان وأربعين


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).