للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخمس مئة، ثم بدأت في النقض، ومات فيها سنجرشاه، وحاصر محمد شاه بغداد، وهو آخر مَنْ حاصرها، ومات محمد سنة أربع وخمسين وخمس مئة.

وقام بعده أخوه سليمان شاه، وخالفه أخوه ملك شاه، وتوفي أرسلان شاه بن طغريل بن ملك شاه سنة سبعين وخمس مئة.

وقام بعده ولده طغريل شاه وأتابكه محمد البهلوان، وقتل في هذه السنة، وهي سنة تسعين وخمس مئة، [فكان آخر ملوكهم] (١).

السَّنة الحادية والتسعون وخمس مئة

فيها ملك ابنُ القَصَّاب وزير الخليفة بلاد خوزستان: ششتر وأعمالها، ويقال: إنها تشتمل على أربعين قلعة، وقيل: بل ملكها في السنة الماضية، ودخل الأمير علي بن شملة وسوسان بغداد في صفر، وأخليت لهم الدور، وباتوا وأولادهم ببغداد.

وفيها أقطع العزيز فارس الدين ميمون القصري نابُلُس، فأقام في سبع مئة فارس في مقابلة الفرنج.

وفيها كانت وقعة الزلاقة (٢) بين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وبين الفنش ملك طُلَيطُلة، وكان [الفنش] (١) قد استولى على جزيرة الأندلس وقهر ولاتها، [وكان] (١) يعقوب مشغولًا عن نُصْرتهم بالخارجين عليه، وبينه وبين الأندلس زقاق سبتة، وعرضه ثلاثة فراسخ، ويحتاج في عبوره إلى مشقَّة عظيمة، وطمع الفنش في المسلمين بهذا السبب، فكتب [الفنش] (١) إلى يعقوب كتابًا ينخيه: باسمك اللهم الكريم، فاطر السموات والأرض، وصلى الله على سيدنا المسيح عيسى ابن مريم الفصيح.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) كذا قال، وهو وهم أو سبق قلم، والصحيح أنها وقعة الأرك، أما الزلاقة فهي وقعة أخرى كانت سنة (٤٧٩ هـ)، وبطلها يوسف بن تاشفين. انظر عن معركة الأرك: المعجب ٤٠٤ - ٤٠٦، وعن معركة الزلاقة: المعجب ١٩٥ - ١٩٩.