للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقفتُ أشكو اشتياقي والسَّحابُ به … فانهلَّ جَفْني وما انحلَّتْ عَزَاليهِ

فالنَّار ن زَفَراتي لا تُؤَرِّقُهُ … والماءُ من عَبَرَاتي لا غواديه

يُوهي قِوَى جَلَدي من لا أبوحُ به … ويستبيحُ دمي مَنْ لا أُسَمِّيه

استوهبَ البدرُ شَكْلًا من محاسنِهِ … واستهدتِ الشمسُ معنًى من معانيهِ

ينأى وَيقْرُبُ والأيامُ تُبْعده … عن المتيَّمِ والأيامُ تُدْنيهِ

يا مالكًا غير ذُلِّي ليس يُقْنِعُهُ … وفاتكًا غير قَتْلي ليس يُرْضيه

قِسْمًا فما في لساني ما يعاتبه … ضعفًا بلى في فؤادي ما يداريه

أُهْدي السَّلام ليحيا مَنْ قُتِلْتُ به … فميِّتُ الحُبِّ يُحْيِيه مُحَيِّيهِ

محمد بن عبد اللطيف بن محمد (١)

أبو بكر، الصَّدْر الخُجَنْدِي، رئيس أصبهان وابن رئيسها، وبيتُه مشهور بالرياسة والتقدُّم والجاه العظيم.

قدم بغداد سنة ثمانٍ وثمانين وخمس مئة، فأنْعَمَ عليه الخليفة إنعامًا كثيرًا، وقربَّه، وخَلَعَ عليه، واحترمه، وولاه تدريس النِّظامية وأوقافها، فلما خَرَجَ ابنُ القَصَّاب إلى هَمَذَان خرج معه، ودخل معهم أصبهان، وولَّى ابنُ القصاب سُنْقُر الطَّويل أصبهان، وكان ابن الخُجَنْدِي ليس على يده يدٌ، فحسده سُنْقُر على مكانته، وقيل: اتَّهموه بالخوارزمي، فذبحوه.

نَصْر بن علي بن محمد (٢)

أبو طالب، زعيم الدين بن النَّاقد.

ولي حِجْبة الباب، ثم صاحب ديوان، ثم ولي المخزن، وهو الملقب بقَنْبَر، وكان إذا بلغه أَنَّ أحدًا لقبه قنبر يسعى في هلاكه، ودُفِنَ بمشهد باب التِّبْن.


(١) له ترجمة في "الكامل": ١٢/ ١٢٤، و"التكملة" للمنذري: ١/ ٢٥٢ - ٢٥٣، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٦٩، و"المختصر في تاريخ البشر": ٣/ ٩١ - ٩٢، "البداية والنهاية" "وفيات سنة ٥٩٢ هـ".
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ١/ ٢٥٨، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٧٠ - ٧١، و"الوافي بالوفيات": ٢٧/ ٧٣ - ٧٤.