للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها توفي

يحيى بن أسعد (١)

ابن يحيى بن بَوْش، أبو القاسم الخباز، البغدادي.

سمع الكثير، وكان قد افتقر في آخر عمره، فكان يأخذ على التسميع أجرة، جلس ليلة ثالث ذي القعدة يأكل خبزًا، فغضَّ بلقمة، فمات فجأة، سمع قاضي المارَشتان، وأبا العز بن كادش، وأبا سعد بن الطيوري، وأبا طالب بن يوسف، وهو آخر من روى عن أبي طالب، وقد سمعتُ منه الحديث، وكان ثقة] (٢).

[السنة الرابعة والتسعون وخمس مئة]

فيها ولى الخليفة شمسَ الدِّين أبا الحسن عليَّ بن عبد السيد قضاء الجانب الغربي ببغداد مضافًا إلى الحِسْبة، وعَزَلَ عمادَ الدِّين عبد الله بن الحسين بن الدَّامَغَاني عن قضاء القُضَاة، وولى مكانه أحمد بن علي البخاري، وولى شرف الدِّين أبا القاسم النَّاقد المخزنَ، ومات في الوزارة.

وفيها نَزَلَ الفرنج في المحرَّم على تِبْنين، فأرسل العادل محيي الدِّين بن زكي الدِّين إلى العزيز إلى مِصْر يستنجده، فخرج بجيوشه إلى الشَّام، فوصل ثالث ربيع الأول، وكانوا قد ضايقوا الحِصْن ونقبوه من كلِّ ناحية، وأشرف على الأخذ، وهدُّوه بالمجانيق، [ونقبوه سربًا سربًا] (٢)، وكانوا يستظلون بالأسراب من المطر، وجعلوا النقوب بيوتًا يسكنونها، وكان الفرنج يحدِّثون المُسْلمين من النُّقوب، وكان العادل نازلًا عند هونين، ومعه شيركوه صاحب حِمْص، والأمجد صاحب بَعْلَبَك، وعز الدين ابن المقدَّم، ودُلْدُرُم صاحب تل باشر، وجاءهم العزيز، فساروا جميعًا إلى هُونين، فلو تأخَّروا يومًا أُخذت تبنين، وقُتِلَ كل مَن فيها، وأرسل الله في تلك الليلة مطرًا شديدًا وريحًا عظيمة، وأوقع في قلوب الفرنج


(١) له ترجمة في "إكمال الإكمال" لابن الصابوني: ١١٠، ٢٣١، "التكملة" للمنذري: ١/ ٢٩٠ - ٢٩١، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٧٧، "مشيخة النعال": ١٣٣ - ١٣٥، "سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٢٤٣ - ٢٤٤، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).