للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفقَّهْتُ في عِلْم الصَّبابة والهوى … فمن شاء فليُلْقِ عليَّ المسائلا

وحُكي أَنَّه نُقِلَ إلى الخليفة عنه أَنَّه يعاشر النِّساء [ويرتكب المحرمات] (١)، فأرسل إليه الوزير وهو على المِنْبر، فقال: قد رسم [الخليفة] (١) أن تخرج من البلد، فأنشد: [من الطويل]

أبابلُ لا وادِيكِ بالجُوْدِ مُفْعَمٌ … لديَّ ولا نادِيك بالرِّفْد آهِلُ

لئن ضِقْتِ عني فالبلادُ فسيحةٌ … وحَسْبُكِ عارًا أَنَّني عنكِ راحِلُ

وإن كنتِ بالسِّحْرِ الحَرَام مُدِلَّةً … فعندي من السِّحْرِ الحلالِ دلائلُ

قوافٍ تُعِيرُ الأعينَ النُّجْلَ حُسْنَها … فأيُّ مكانٍ خَيَّمَتْ فَهْو بابِلُ (٢)

وأُخرج إلى الجانب الغربي من بغداد، فماتَ، ودفن في مقابر قريش في صفر.

محمد بن عبد المنعم بن أبي الفضائل (٣)

الصُّوفي المِيهَني ويلقب بالركن، [وهو أخو بهاء الدين، شيخ رباط الخلاطية، وبيان الركن شيخ رباط البسطامي] (١)، وكان جَوَادًا سَمْحًا، لم يكن في أبناء جنسه من يضاهيه في الكرم، ما طلب منه أحد شيئًا فمنعه، حتَّى كان يخرج وفي رِجْله مَدَاس، فيرجع حافيًا، ويخرج وعليه ثوبان ويرجع عُرْيانًا، وكانت له خلواتٌ ومحاضرات، [وسمع الحديث من شُهْدة وغيرها] (١)، وتوفي في ذي الحِجَّة، ودفن بالشُّونيزية [عند والده أبي الفضائل] (١).

محمد الطوسي الواعظ (٤)

[قد ذكرنا أنَّه] (١) قَدِمَ بغداد، و [أنَّه] (١) كان يركب بالسَّنْجق والسيوف المُسَلَّلة والغاشية المرتفعة والطَّوْق في عُنُق البغلة، فَمُنِعَ من ذلك، فسافر إلى مِصْر، ووعظ،


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) الأبيات للأبيوردي، وهي في "ديوانه": ١/ ٣٧٧.
(٣) له ترجمة في: "التكملة" للمنذري: ١/ ٣٦٦ - ٣٦٧، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٩٥.
(٤) له ترجمة في: "التكملة" للمنذري: ١/ ٣٦٤ - ٣٦٥، و"كتاب الروضتين": ٤/ ٤٦٧ - ٤٦٨، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٩٤، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٣٨٧ - ٣٨٩، و"العبر" للذهبي: ٤/ ٢٩٤، و"الوافي بالوفيات": ٥/ ٦، ٩، و"طبقات الشافعية" للسبكي: ٦/ ٣٩٦، و"النجوم الزاهرة": ٦/ ١٥٩، و"حسن المحاضرة": ١/ ٤٠٧، و"شذرات الذهب": ٤/ ٣٢٧.