وبسمعي ثوَّر سائقهم … وبعيني قُرِّبتِ البُزْلُ
جِلْدي سَلَبُوا جَسَدِي نهبوا … كمدي وهبوا كبدي نبلوا
لما ذرفتْ عيني وَقَفَتْ … أترى عَرَفَتْ ما بي الإبلُ
ولحا اللاحي وَهُوَ الصَّاحي … ولهم راحي وأنا الثَّمِلُ
وقال: [من مجزوء الرجز]
تملَّكوا واحتكموا … وصار قلبي لهم
تصرَّفوا في مُلكهم … فلا يقال ظلموا
إن واصلوا محبّهم … أو قطعوا فهمْ هُمُ
اصبرْ لما شاؤوا وإن … ساء الَّذي قد حكموا
يا أرض سَلْعٍ خبّري … وحدثيني عنهم
يا ليت شعري إذ غدوا … أأنجدوا أم أتهموا
تشتاقهم أرض منى … وتشتكيهم زمزمُ
وقال: [من المتقارب]
إذا جزتَ بالغور عَرِّجْ يمينا … فقد أخذ الشَّوق مِنَّا يمينا
وسَلِّمْ على بانةِ الواديَينِ … فإنْ سَمِعَتْ أوشكَتْ أن تبينا
ومِلْ نحو غُصْنٍ بأَرْضِ النَّقا … وما يُشْبِهُ الأيكَ تلك الغُصونا
وَصِحْ في مغانيهمُ أين هُمْ … وهيهاتِ أمَّوْا طريقًا شَطُونا
وروِّ ثرى أرضهمْ بالدُّموعِ … وخَلِّ الضُّلوعَ على ما طُوينا
أراك يَشُوقُكَ وادي الأراكِ … أللدَّارِ تبكي أمِ الظَّاعنينا
سقى الله مرتَعَنا بالحِمى … وإن كان أَوْرَثَ داءً دَفِينا
وعاذلةٍ فوق داءِ المحبِّ … رويدًا رويدًا بنا قد بلينا
لمن تعذلين أما تعذُرينَ … فلو قد نفعتِ دفعتِ الأنينا
إذا غَلَبَ الحُبُّ ضاع العتاب … تَعِبْتِ وأَتْعَبْتِ لو تعلمينا