للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجمال دين محمدٍ ماتَ التُّقى … والعِلْم بعدك واستجمَّ المَجْمَعُ

وَتَزَعْزَعَتْ لعظيمِ يومك حسرةً … صمُّ الجبالِ وكيف لا تتصدَّع

قد كنتَ كَهْفًا للشَّريعةِ والهُدى … حِبْرًا بأنوار الهداية تَلْمَعُ

يا قَبْرَهُ جادَتْك كلُّ غمامةٍ … هطَّالةٍ بركابه لا تُقْلِعُ

فيك الصَّلاةُ مع الصِّلاتِ فَتِهْ به … وانظرْ به يا ويك ماذا تَصْنَعُ

يا أحمد خُذْ أحمدَ الثَّاني الَّذي … ما زال عنك مُدافعًا لا يَرْجِعُ

خُذْ يابنَ حَنْبل سَيفَكَ الماضي الَّذي … ما زال عنك إذًا يذبُّ ويَدْفَعُ

أقسمتُ لو كُشِفَ الغِطا لرأيتمُ … وَفْدَ الملائكِ حولَه تتسرَّعُ

ومحمدٌ يبكي عليه وآلُهُ … خيرُ البريةِ والبطينُ الأَنْزَعُ

والحُورُ حُوْرُ القُدْسِ حول ضريحه … والأولياءُ بقبره تتضرَّعُ

من أبيات.

ومن العجائب أننا كنا يوم السبت بعد انفضاض العزاء جلوسًا عند قبره، وإذا بخالي محيي الدِّين قد صَعِدَ من الشَّطِّ، وخلفه تابوتٌ، فعجبنا، [وقلنا (١): ترى من مات عنده في الدار؟ وإذا بها خاتون بنت عبد الله أم ولد جدي، والدة خالي محيي الدين، وعهدي بها ليلة الجمعة التي مات فيها جدي في عافية، قائمة ليس بها مرض]، فكان بين موتها وموته يوم وليلة، وعَدَّ النَّاسُ ذلك من كراماته، لأنه كان مغرًى بها [في حال حياته] (٢).

وأوصى [جدي] (٢) أن يكتب على قبره: [من مجزوء الرمل]

يا كثيرَ العَفْو عَمَّنْ … كَثُرَ الذَّنْبُ لديه

جاءكَ المُذْنِبُ يرجو الصـ … ـفحَ عن جُرْم يديه

أنا ضيفٌ وجزاءُ الضـ … ـيفِ إحسانٌ إليه


(١) في (ح): فعجبنا، وإذا بها والدة محيي الدين، وعهدي بها ليلة الجمعة في عافية، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).