للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دارِ غيرَ اللبيب إن كنت ذا لـ … ـبِّ ولاطِفْه حين يأتي بخَرْقِ

فأخو السُّكْرِ لا يخاطبه الصَّا … حي إلى أَنْ يُفيق إلا بِرِفْقِ

وقال: [من الكامل]

بالله يا ريحَ الشَّمال تَحَمَّلي … مني التَّحيةَ نحو ذاك المَنْزِلِ

خُفِّي إلى حَمْلِ السَّلام وخَفِّفي … عن قَلْبِ صَبٍّ بالصَّبابةِ مُثْقَلِ

قولي لمن شُغِلَ الفؤادُ بحبِّه … ويُخال أَنَّ فؤاده منه خَلِي

حُلَّتْ عقودُ دموعِهِ وعقودُهُ … وعهودُهُ معقودةٌ لم تُحْلَلِ

سُقْيا لأحباب تبدَّلَ ودُّهُمْ … بعدي ولم أنقضْ ولم أتبدَّلِ

الظَّاعنين وودُّهُم مستوطنٌ … والرَّاحلين وذِكْرُهُمْ لم يَرْحَلِ

لي بعدَهُمْ حالُ المعنَّى المُبْتلى … حُزْنًا وعينُ السَّاهر المُتَملْمِلِ

يا راكبًا يطوي الفلا مستعجلًا … هيَّجْتَ أحزاني فلا تَسْتَعْجِلِ

أَقْفَلْتَ باب مسرَّتي وفتحتَ مِنْ … دَمْعي وحُزْني كلَّ باب مُقْفَلِ

عَرِّجْ وعُجْ نحو الحِمى سُقيَ الحِمى … واعدلْ فليس عن الحِمى من مَعْدِلِ

وقال: [من الطويل]

أَأَحبابنا من بَعْدِنا كيفَ أنتمُ … فقد بان صَبْرِي والكرى منذ بنتمُ

وما زلتُمُ أهل المودَّة والوفا … ولكنَّما جار الزَّمان فخنتُمُ

وإني بحالٍ لستُ أذكر شَرْحها … على كل حالٍ أنتمُ كيف أنتمُ

محبكُمُ مِنْ لوعةِ البَينِ مُشْتَكٍ … وقد كنتم تشكُونه لو علمتُمُ

أسيركُمُ العاني أما تُطْلِقُونَه … فديتكُمُ ما ضرَّكُمْ لو مننتُمُ

وقال: [من الطويل]

أيا ساكني مِصْر عفا الله عنكُمُ … وعافاكم مما أنا فيه منكُمُ

أبيت على هِجْرانكم متندِّمًا … ومَنْ ينأَ عنكُمْ كيفَ لا يتندَّمُ

فإن كنتُمُ لا تعلموا ما لَقِيتُهُ … من الوَجْدِ والأشواقِ فالله يعلمُ

[بقيتم وعشتم سالمين من الأذى … ومنية قلبي أن تعيشوا وتسلموا] (١)


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).