للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الخليفة، فأخذه [أخذ عزيز مقتدر] (١) وقبضَ عليه، واستأصله، ونَقَضَ داره إلى الأساس، وحبسه، فأُخرج في رمضان ميتًا، فدفن بمشهد باب التِّبْن.

حَنْبَل بنُ عبد الله (٢)

ابن الفرج بن سعادة، أبو علي المُكَبِّر بجامع الرَّصافة.

كان فقيرًا جدًّا، [وكان قد سمع] (٣) "المسند" من ابن الحُصَين، فقيل له: لو سافرت إلى الشَّام. فخرج من بغداد، فأسْمَعَ "المُسْنَد" بإرْبِل، فسمعه ابنُ زين الدين، وبالمَوْصِل وبدمشق، فسمعه الملك المعظَّم عيسى في الكلَّاسة، [وألحق الصِّغار بالكبار] (١)، وكان كثيرَ الأمراض بالتُّخَم، لأَنَّ المعظم كان يُطْعِمُهُ ألوان الطعام، وأشياء ما رآها [ولا في المنام، وكان معوَّدًا ببغداد أكل الهرطمان وتلك الألوان، وبلغني أن الشيخ تاج الدين الكندي حضر يومًا عندهم في السماع، ولم يحضر حنبل، فقال تاج الدين: وأين حنبل؟ فقال المعظم: هو متخوم. فقال تاج الدين: أطعمه عدس. فضحك المعظم والجماعة] (١).

وكان عمر بن طَبَرْزَد قد رافقه من بغداد إلى الشَّام، وحصَّلا مالًا طائلًا، وعادا إلى بغداد، فاشترى حَنْبل العَتَّابي والكاغَد، وعَزَمَ على العود إلى الشَّام في تجارة، فأدركته المنيةُ رابع عشر محرَّم عن تسعين سنة، ودُفِنَ بباب حَرْب ولم يكن له وارثٌ، فحمل المال إلى بيت المال، ومات ابنُ طَبَرْزد في السنة السَّابعة [وست مئة] (١).

[فصل: وفيها توفي

عبد الرحمن بن عيسى بن أبي الحسن (٤)

البزوري الواعظ، من أهل باب البصرة.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "الكامل": ١٢/ ٢٧٨، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ١٢٥ - ١٢٦، و"المذيل على الروضتين": ١/ ١٨٨ - ١٨٩، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٤٣١ - ٤٣٣، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.
(٣) في (ح): وسمع المسند. . .، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ١٣٧، و"المذيل على الروضتين": ١/ ١٩٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.