للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ هو وليٌّ لله تعالى. قال: فتغيَّر لونه، ورمى باللقمة من يده، وولى منصرفًا، وما عاد إلى مثلها، وكانت وفاته في صفر، ودفن برباطه، ﵀.

وكان له ولد صغير يعظ في الرباط، فلما كان في أربع وأربعين وست مئة قدمت بغداد، فجاء إلى عندي، وقد ساح، وحصل له فضل من فنون العلم، وسألته أن يعظ، فقال: إنه يعظ في الأحايين.

فصل: وفيها توفي

علي بن يحيى بن بركة القطان (١)

أبو الحسن، ابن أُخت جدتي فاطمة، المدعوة ست الأعز، وكان يحيى يدعى بالأعز.

سمع الحديث مع جدي على معظم شيوخه، مثل الأرموي وابن ناصر، وكانت له إجازة من قاضي المارَسْتان، وكانت وفاته في رمضان، ودفن بباب حرب، وسمعنا منه، وكان متكبرًا جدًّا، فكان جدي يقول: يا ليت شعري، من أين جاء بهذا التكبر، إنما يتميزوا بي، وأنا فما أنا متكبر!

وكان يقال له المورق، وتوفي في هذه السنة].

[السنة العاشرة وست مئة]

فيها ورد شمسُ الدِّين عبد المجيد بن التِّنَّبي (٢) رسولًا من العادل إلى بغداد، وكان قد أحسن إلى العادل لما حوصر بدمشق، واقترضَ له أموال التُّجار، وضمنها، فرأى العادل له ذلك، وأحبه وقرَّبه، فحسده الصَّفي بن شُكْر، فأبعده عنه، وكان شمسُ الدِّين سيدَ الأجواد، [وسند الأمجاد، والأَوْلى عند ذكرِهِ طيّ ذِكْرِ حاتم طي] (٣).


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩، و"المختصر المحتاج إليه": ٣/ ١٤٨.
(٢) في (ح): عبد الحميد، وهو تحريف، والمثبت من ترجمته في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٣٧٣، و"تكملة ابن الصابوني": ص ٦٣، و"توضيح المشتبه": ٢/ ٦٦، والتنبي: نسبة إلى تِنَّب؛ قرية بقرب قِنِّسرين من حلب.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).