للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجَّ بالنَّاس أبو فراس (١) نيابةً عن ابنِ ياقوت، ومن الشام الغرز صديق ابن تمرداش التُّرْكماني على أَيلة بحاج الكَرَك والقُدْس.

وحجَّ الملك الظَّافر خضر بن صلاح الدين على تَيْماء، ومعه حج الشَّام ويعقوب الخياط المغاري، كان مقيمًا بخلوة الجوع بقاسيون، وكان صديق الظَّافر، [فلما وَصَلَ الظَّافر] (٢) إلى بدر وجَدَ عسكر الكامل صاحب مِصْر قد سبقه خوفًا على اليمن منه، فقالوا: ترجع، قال: قد بقي بيني وبين مكة مسافة يسيرة، ووالله ما قَصْدِي اليمن، وإنما أريد الحج، فَقَيِّدوني واحتاطوا بي حتى أقضيَ المناسك، وأعودَ إلى الشَّام. فلم يلتفتوا إليه، فأراد أن يقاتلهم، فلم يكن له بهم طاقة، فرجع إلى الشَّام، وعاد يعقوب الخياط معه، ولم يحجَّ.

وفيها توفي

أحمد بن محمَّد بن عمر (٣)

[الأَزَجي، ويعرف بالموفَّق.] (٢)

نشأ بباب الأَزَجّ، [وسمع معنا الحديث من ابن كُلَيب، وابن بَوْش، وابن طَبَرْزَد، وغيرهم، وكانوا ينبزونه بشمس كلي عينه،] (٢) وكان فقيرًا، خَرَجَ إلى الشَّام، واجتمع بالظَّاهر صاحب حلب وقال له: قد بعث لك الخليفة معي إجازة [وتقوَّل على الخليفة] (٢)، فَخَلَعَ عليه، وأعطاه خمسين دينارًا، ودار على ملوك البلاد، فحصل له منهم ثلاث مئة دينار.

قال المصنِّف ﵀: اجتمعتُ به في دمشق وقد رَجَعَ من زيارة القُدْس، فقلت له: إلى أين انتهت زيارتك؟ فقال: إلى لوط، وكان مطبوعًا، وبلغني حديثه، فقلت له: قد فعلتَ ما فعلت، فلا تَقْرَبْ بغداد. فقال: أتتك بحائنٍ رِجْلاه. فقلت: ما أخوفني أن يصحَّ المَثَلُ فيك. فكان كما قلتُ؛ نَزَلَ إلى بغداد في سفينة من المَوْصل، وصَعِدَ بباب


(١) في "المذيل": ١/ ٢٤١ ابن أبي فراس.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٧٤، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٤٣، وفيه تتمة مصادر ترجمته.