للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليفة، فركبه، وخرج أربابُ الدولة يمشون بين يديه من باب حُجْرة الخليفة إلى دار الوزارة، [وهو الذي كان جدي يجلس في داره، ويمدحه، وقد ذكرناه] (١)، ولم يَزُل [عن الوزارة] (١) حتى ولي ابنُ مهدي نقابةَ العلويين، فشرع فيه حتى عزله الخليفة، واعتقله، وطالبه بمال، [فالتجأ إلى التوبة الإخلاطية، فلم ينفعه،] (١) فأداه، وأقام في بيته حتى ولي ابن مهدي الوزارة، فَسُلِّم إليه، فاعتقله في داره بدرب المطبخ، وعَزَمَ على تعذيبه، فواطأ الموكلين به، وحَلَقَ رأسه ولحيته، وخرج في زِيِّ النِّساء، فما أخطأ مراغة، فأقام بها حتى عُزِلَ ابنُ مهدي، وعاد إلى بغداد، فنزل داره بالقيوئين، وأقام بها حتى توفي في جُمادى الأولى، وحمل إلى الكوفة، فدفن بها بمشهد أمير المؤمنين رضوان الله عليه. وكان جَوَادًا، سَمْحًا، كثيرَ الصَّدقات والمعروف، ومتواضعًا، سمع الحديث [من جدي، وأبي الخير القزويني، وغيرهما] (١).

سِنْجر بن عبد الله النَّاصري (٢)

صهر طاشْتِكِين. [وقد ذكرنا عصيانه على الخليفة وعفوه عنه (٣)، و] (١) كان ذليلًا، بخيلًا، ساقِطَ النَّفْس مع كثرة البلاد والأموال، تولَّى إمارة الحاجّ سنة تسعٍ وثمانين وخمس مئة، [وعاد في صفر سنة تسعين] (١)، فاعترض الحاجَّ رجلٌ بدوي [من غَزِيَّة، يقال له دهمش] (١) في نفرٍ يسير، ومع سنجر خمس مئة فارس، فلم يَلْقَه، وذل، وطلب منه البدوي خمسين ألف دينار، فجمعها سنجر من الحاج، وضيَّق عليهم، ولمَّا وَرَدَ بغداد وكل عليه الخليفة بذلك المال، وأخذه منه، ورَدَّه إلى أصحابه، وعزله عن إمرة الحاج، وولاها طاشْتِكِين.

وكانت وفاته في شوَّال، ففتح له جامع القصر، [وصلَّى عليه قاضي القضاة ابن الدَّامَغاني] (١)، ومشى أربابُ الدَّولة في جنازته، ودفن بالشُّونِيزيَّة.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "الكامل": ١٢/ ٢٨٩ - ٢٩٠، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٤٧، و"الوافي بالوفيات": ١٥/ ٤٧٥.
(٣) في حوادث سنة ٦٠٧ هـ.