للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وكان حنبليًّا، ثم صار حنفيًّا، ثم صار شافعيًّا لأسبابٍ عَرَضَتْ له، وكان يقول: ما انتقلتُ عن مذهبي.

قرأ الأدب على ابنِ الخَشَّاب وغيره [(١) وبرع فيه، وكان يدرسه في النظامية، وله مقدمة قرأتها عليه، وأنشدني]، من شعره: [من السريع]

لا خيرَ في الخَمْرِ فمِنْ شأنها … إفقادُها العَقْلَ وجَلْبُ الجنونْ

أَوْ أَنْ ترى الأقبحَ مُسْتَحْسنًا … وتُظْهِرَ السِّرَّ الخَفِيَّ المَصُونْ

وكانت وفاته في شعبان، وصلي عليه بالنِّظامية، [ودفن بالوردية عند ابن فَضْلان] (٢).

[منكلي بن عبد الله]

[الخارج بهَمَذان] (٢): قد ذكرنا أنه هَرَبَ في الليل فضَلَّ عن أصحابه، وجاء إلى بيت صديقٍ له في بعض القرى، وكان رئيسها، فنزل عليه، وكان تحته فرسٌ سابق، وعليه سلاحٌ له قيمة، فأطعمه وسقاه، ونام، فقام الرَّجل فقتله، وأخذ رأسه، وقيل: قَيَّده، ثم قتله، وحمل رأسه إلى أزبك، فبعث به إلى زين الدين، فبعث به إلى الخليفة.

[السنة الثالثة عشرة وست مئة]

فيها جَهَّز الخليفةُ ولَدَيْ ولده إلى ششتر، وضمهما إلى بدر الدين محمَّد سبط العقاب، وخرج أربابُ الدَّولة بين أيديهما، وضُربت لهما خيمةٌ أطلس تغطى بأطناب خُضْر إبْرَيسم، ومثل ذلك السُّرادق، وعلى رؤوسهما الشَّمْسة، والمهود والأعلام خلفهما والكوسات، ومضى معهما نجاح الشَّرابي والمكين القُمِّي بالعساكر، وذلك في سابع المحرَّم، فأقاما بششتر، فلم تطب لهما، فعادا في ربيع الآخر، ولم يكن لهما هِمَّة الخلفاء، وكانَ قَصْدُ الخليفة أن يستولي على خوزستان ويستمر الحال، ويخرجا من تحت حكم الغير.


(١) في (ح): "وغيره ومن شعره"، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).