للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

ريحان بن تِيكان بن موسك (١)

أبو الخير، المقرئ، الحَرْبي.

كان صالحًا، سليمَ الصَّدْر، أقام بالحَرْبية سبعين سنة يُقْرئ النَّاس القرآن، فختَّم ألوفًا، وكان من الأبدال، [وقرأت عليه القرآن، وسمعت الحديث] (٢)، وأضر في آخر عمره، وكانت وفاته في صفر، ودفن بمقابر الإِمام أَحْمد رحمة الله عليه، [وروى عن أبي الوقت وغيره] (٢).

ستُّ الشَّام بنت أَيُّوب (٣)

[أخت صلاح الدين والعادل، وشقيقة الملك المعظم شمس الدولة] (٢)، سيدة الخواتين، كانت عاقلة، كثيرة البِرّ والصّلات، [(٤) والإحسان والصدقات، وكان] يُعْمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كلِّ سنةٍ بألوف دنانير تفرّقها على النَّاس، و [كان] (٢) بابها ملجأ للقاصدين، ومفزعًا للمكروبين، وهي أُمُّ حسام الدين لاجين، وتزوَّجها ناصر الدين محمَّد بن شيركوه صاحب حِمْص، وَبَنَتْ لها مدرسةً وتُرْبة بالعُوَينة على الشَّرف الشمالي من دمشق، ثم أوقفت دارها قبيل وفاتها بدمشق مدرسةً، وأوقفت على التُّرْبة والمدرسة الجوانية أوقافًا كبيرة، وكانت وفاتها في ذي القَعْدة، ودفنت بتربتها في العوينة، وكانت لها جِنازةٌ عظيمة، وكان شِبْلُ الدولة كافور الحسامي خادِمَها، فتولى أمرها.

[قلت] (٢): وقد اجتمع لها ولأُختها ربيعة خاتون ما لم يجتمع لأحد، [لأنا ذكرنا فيما تقدم أن فاطمة بنت عبد الملك بن مروان كان لها ثلاثة عشر محرمًا، كل واحد منهم خليفة، وأمها عاتكة بنت يزيد بن معاوية حرمت على عشر من الخلفاء، وذكرناهم، وبنت صاحب ماردين


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٤٥٨، و"سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٩٥، و"توضيح المشتبه": ١/ ٣٧٩.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) لها ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٤٨٥، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٢٠ - ٣٢٢، وفيه تتمة مصادر ترجمتها.
(٤) في (ح): والصلات وتعمل في دارها … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).