للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحج بالنَّاس من بغداد أقباش النَّاصري، وقُتِلَ بمكة، ولم يحجَّ أحدٌ من العجم بسبب التتر.

وحج من الشَّام المبارز المعتمد، وعاد حاجُّ العراق على الشَّام.

وفيها تُوفِّي

الملك الفائز إبراهيم بن العادل (١)

كان قد حالف ابنَ المشطوب والأُمراء بمصر على الكامل، ولولا المعظم لتمَّ لهم ما أرادوا، ولما كانت وقعة البرلس قال له الكامل: هؤلاء الفرنج قد استولوا على البلاد، وقد أبطأ علينا الملك المُعَظَّم، وما لملوك الشرق غيرك، فتوجَّه إلى الأشرف، وعَرِّفْه ما نحن فيه من الضَّائقة. فسار إلى الشرق، وكان الأشرف على المَوْصل، فمرض الفائز بين سِنْجار والمَوْصل، وقيل: إنه سُمَّ، فمات، فردُّوه إلى سِنْجار، فدفن عند تُرْبة عماد الدين زنكي.

أقباش بن عبد الله النَّاصري (٢)

اشتراه الخليفة وهو ابنُ خمس عشرة سنة بخمسةِ آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أجمل صورةً منه، ثم قرَّبه الخليفةُ إليه ولم يكن يفارقه، فلما ترعرع ولَّاه إمرة الحج والحرمين، وكان [عاقلًا] (٣)، متواضعًا، محبوبًا إلى القلوب، حَجَّ ومعه خِلَعٌ وتقليدٌ لحسن بن قتادة، وكان قتادة قد مات، فلما وصل أقباش إلى عرفات جاءه راجح بن قتادة [أخو حسن] (٣)، وسأله أن يوليه إمارة مكة، وقال: أنا أكبرُ ولد قتادة. فلم يجبه، وظَنَّ حسن أَنَّ أقباش قد ولاه، فأغلق أبوابَ مكة، وجاء أقباش، فنزل بالشبيكة بعد أيام مِنى، ووقعتِ الفتنةُ بين حسن وأخيه، ومنع حسنٌ النَّاس من الدخول إلى مكة، فركب أقباش ليسكِّن الفِتْنة، ويُصْلح بين الأخوين، فخرج عبيد [مكة] (٣) وأصحابُ حسن من باب المُعَلَّى يقاتلونه، فقال: ما قَصْدي القتال. فلم يلتفتوا [إليه] (٣)، وانهزم


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٢٩ - ٣٠، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٣٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ١/ ٣٣١ - ٣٣٢، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٣) ما بين حاصرتين من (ش).