للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن"، وكتاب "المغني" في شرح الخِرَقي سبع مجلدات، و"الكافي "مجلَّدان، و"المقنع" مجلد، و"مختصر الهداية" مجلد، و"العمدة"، و"أصول الفقه"، و"الفرائض"، و"أنساب القرشيين"، و"التَّوَّابين"، و"الرقة"، و"الاعتقاد"، و"فضائل الصَّحابة"، و"القدر"، و"ذم التأويل"، و"فضائل عاشوراء"، و"ذم الوسواس"، و"قنعة الأريب" في اللغة، و"إثبات جهة العلو"، وغير ذلك.

وكان إمامًا في التَّفاسير والفِقْه والحديث والفنون، ولم يكن في زمانه مثله بعد أخيه أبي عمر، والعماد أزهد منه ولا أورع منه، وكان كثيرَ الحياء، عَزُوفًا عن الدُّنيا وأهلها، هَيِّنًا لينًا متواضعًا، محبًا للمساكين، حَسَنَ الأخلاق، جَوَادًا، سخيًّا، مَنْ رآه كأنما رأى بعضَ الصَّحابة، كأَنَّ النور يخرجُ مِنْ وَجْهه، كثيرَ العبادة، يقرأُ كلَّ يوم وليلة سُبْعًا من القرآن، ولا يصلِّي ركعتي السُّنَّة في الغالب إلَّا في بيته اتباعًا للسُّنَّة، وكان صحيح الاعتقاد، مبغضًا للمُشَبِّهة، وقال: من شَرْط التَّشْبيه أن يرى الشيء ثم يشبهه، مَنْ رأى الله تعالى حتَّى يشبِّهَه لنا!

قال المصنف : قوله: مَنْ رأى الله تعالى حتَّى يشبهه لنا؛ كلامٌ حسن في غاية الجودة، لأَنَّ الذي رآه بعيني رأسه قال: "رأيت ربي" (١) وسكت عن التشبيه، فيسعنا ما وسعه.

وكان يحضر مجالسي [دائمًا] (٢) في جامع دمشق وقاسيون، ويفرح بي ويقول: قد أحيا الله بك السُّنَّة، وقَمَعَ البِدْعة، [وهذه البلاد فتوحك كما فتح القدسَ يوسف سميُّك.

ذِكْرُ نبذة من كراماته:

حكى] (٣) أبو عبد الله بن فَضْل الأعناكي [قال:] (٢) قلتُ في نفسي: لو كان لي قُدْرة لبنيت للموفق مدرسةً، وأعطيته كلَّ يوم أَلْف دِرْهم، [قال:] (٢) ثم جئت بعد أيام، فسلَّمْتُ عليه، فنظر إلى وتبسَّم، وقال: إذا نوى الشَّخص نيةً كُتِبَ له أَجْرُها.


(١) وهو عند أَحمد في "المسند" (٢٥٨٠) من حديث ابن عباس.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) في (ح): وقمع البدعة، وقال أبو عبد الله … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).