للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتحف ما قيمته ألفا ألف دينار، ورجع الرُّومي إلى بلاده، وجَرَّد مع الأشرف بعض عسكره، وسار الأشرف فنزل أرزن الروم، وكان صاحبها قد صار مع الخوارزمي، فأخذها منه، وبعث به إلى صاحب الروم، وسَلَّم أرزن إلى نواب صاحب الروم، وسار إلى خلاط، [ولما وصل الخوارزمي إلى خلاط] (١) أخذ جميع ما كان له فيها، والكُرْجية، ومجير الدين وتقي الدين، ونزل أَرْجيش، وجاء الأشرف، فنزل خِلاط، وسار خلف الخوارزمي، فأبعد عنه، وتراسلا، واصطلحا على أن يطلق الخوارزمي مَن عنده من الأسارى، فأطلق مجير الدين وتقي الدين، ولم يطلق الكرجية، وعاد الأشرف إلى دمشق مستهل ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وست مئة، فأقام شهرًا، وطلع إلى أخيه الكامل بمصر.

[(٢) قلت: ومن العجائب أنه كان لي عادة أن أجلس الثلاثة أشهر بجامع دمشق، فلما كان يوم السبت ثامن عشرين رمضان اليوم الذي التقى فيه الخوارزمي نهار الضباب، وكان آخر مجالسي بجامع دمشق، وحضر الصالح إسماعيل، وكان نائب الأشرف بدمشق، فقال الصالح -وكان بالقبة- لنجم الدين بن سلام: قل للشيخ يدعو للسلطان بالنصر، فأشار إليَّ فدعوت، وأمَّن الجماعة، فثار [في ساعة الدعاء] (١) ضبابٌ عظيم، وغشي أهل المجلس ما غَيَّبهم، وغبتُ أنا [أيضًا] (١)، فلما أفقت، قلتُ: نُصِرَ الأشرفُ اليوم، فتعجب الجماعة، فوصل الخبر بعد عشرة أيام بالواقعة على ما ذكرنا، وأَنَّ الضَّباب الذي كان عندنا كان عندهم، وأنهم نُصِروا في السَّاعة التي دعونا فيها.

وفيها استخدم شهاب الدين غازي صاحب مَيَّافارقين العز بن الجاموس، وقدمه على [ديوانه، وأعطاه الكوسات والأعلام، وقدمه على] (١) جماعةٍ، ودُعي بالصَّاحب الأمير، ومكَّنه غازي من البلاد والعباد، فبدا منه من الكبر والجبروت، والظُّلْم


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) في (ح): قال المصنف : لما كان يوم ثامن وعشرين رمضان جلست بجامع دمشق، وحفر الصالح إسماعيل، وكان نائب الأشرف، فقال لنجم الدين بن سلام: قل للشيخ يدعو للسلطان بالنصر. فدعوت … ، وما بين حاصرتين من (ش).