للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال:

يا ليتهم عادوا إلى الأوطان … كي تجتمع الأرواح بالأبدان

كم رام لي العذول عنهم بدلًا … هذا غلط عمري قصير فاني

ورآه بعضُ أصحابه في المنام، فقال له: ما فَعَلَ الله بك؟ فقال: [من المديد]

كنتُ مِنْ ذنبي على وَجَلٍ … زال عنِّي ذلكَ الوَجَلُ

أَمِنَتْ نفسي بوائِقَها … عِشْتُ لمَّا مِتُّ يا رَجُلُ

[وكان الأمجد قد قتل ولدًا له شابًّا مليحًا، وقيل: خنقه، وقيل: بنى عليه بنيانًا، وسنذكره في ترجمة العزيز عثمان بن العادل في سنة ثلاثين وست مئة] (١)

خوارزم شاه جلال الدين (٢)

واسمه تُكُش، وقيل: محمود بن محمد بن تُكُش، [سمعت الملك المعظم يقول: ليس هو من بني سلجوق، وإنما] (١) هو من نسل طاهر بن الحسين، وجدُّه تكش هو الذي أزال مملكة السَّلْجوقية، وملك محمد أبو جلال الدِّين البلاد، وكان مآله [إلى ما ذكرنا،] (١) أَنَّه طلع إلى جزيرة، فمات بها، فقطع الخطا رأسه، وتمزَّقت ممالكه، وكان ابنُه جلالُ الدين هذا قد هَرَبَ إلى الهند، وعاد [منها] (١)، فنزل على هَمَذَان، وقَصَدَ بغداد، وجعل طريقه على دقوقا، فقتل أهلها، [وقد ذكرناه] (١)، ثم طلبه عسكره إلى تفليس، فسار على إربل، وعَزَمَ على حصارها، فصانعه ابنُ زين الدين، وعاهده أَنَّه من أصحابه، فجاء إلى بلاد الكُرْج، فاستولى عليها، وراسله المعظَّم باطنًا بالملق الصوفي، وظاهرًا بالركين مملوكه، [وجاء به] (١)، فأنزله على خِلاط، وزوجه ابنته الكبرى، ويقال لها: دار مرشد، وجهَّزها جهازًا لم يجهزه ملك [لابنته] (١)، واتَّفق موت المعظم، وأخذ خوارزم شاه خِلاط، وفعل فيها [ما فعل] (١) وآخر أمره مجيء التتر خلفه، وأَنَّه انهزم إلى بلاد مَيَّافارقين، وتاه في الجبال، فوقع به فلاحٌ من قرية يقال


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) سبقت أخباره مفرّقة على السنين، وقد أفرد النسوي كتابًا في سيرته سمّاه "سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي" استوعب فيه أخباره حتى وفاته، وقد طبع بالقاهرة بتحقيق حافظ أحمد حمدي سنة ١٩٥٣ م، ثمّ نشر في موسكو سنة ١٩٩٦ م بتحقيق ضياء الدين موسى بونياروف. وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٣٢٦ - ٣٢٩.