للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَوْلى، مثلما كان أبوه. و [بعد يومين] (١) مرض، فأصابه ذَرَبٌ عظيم، فرمى كبده قطعًا، ومات بعد ثمانية أيام من قدومه دمشق، وذلك فِي جُمادى الآخرة، ودفن بقاسيون.

الملك العزيز محمَّد بن الملك الظاهر صاحب حلب (٢)

ولد فِي ذي الحجة سنة تسع أو عشر وست مئة (٣)، وتوفي والده وهو طفل، ونشأ تحت حَجْر شهاب الدِّين الخادم، فرتَّب أموره أحسن ترتيب، وقام بدولته [القيام العجيب] (١) إِلَى أن ترعرع فِي سنة تسعٍ وعشرين، فاستقلَّ بالأمر، وفكَّ عن نفسه الحَجْر، وتوفي بحلب، ودفن فِي القلعة، وكان حسنَ الصُّورة، كريمًا، عفيفًا، ولم يبلغ أربعًا وعشرين سنة، وحكى الحلبيون أن أحواله تغيَّرت، [وأقاموا ولده الملك الناصر يوسف بعده] (١).

كَيْقُباذ، علاء الدين، صاحب الروم (٤)

كان عاقلًا، شجاعًا، ميمون النقيبة، كَسَر الخُوارَزْمي، وعسكر الكامل، واستولى على بلاد الشرق، وزوَّجه العادل ابنته، وأولدها، وكان عادلًا، مُنْصفًا، مهيبًا، ما وَقَفَ له مظلوم إلَّا وكشف ظُلامتَهُ، وتوفي فِي شوَّال.

الكمال بن مهاجر (٥)

كان كثيرَ المال والصَّدقات والخير، مات بدمشق فِي جُمادى الأولى فجأة، ودُفِنَ بقاسيون، وأخذ الأشرف جميعَ ما وجد له بدمشق مما تبلغ قيمته ثلاث مئة أَلْف دينار، [أراني الأشرف] (١) من ذلك سبحة [فيها] (١) مئة حبَّة مثل بيض الحَمَام.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ٢/ ٤٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٣) الصحيح فِي ولادته أنها كانت فِي ٥ ذي الحجة سنة (٦١٠ هـ)، انظر "مفرج الكروب": ٣/ ٢٢٠.
(٤) له ترجمة فِي "المذيل على الروضتين": ٢/ ٤٠، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٥) هو محمَّد بن عليّ بن مهاجر، كمال الدين، له ترجمة فِي "تاريخ الإِسلام" للذهبي: (وفيات سنة ٦٣٤ هـ).