للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي

معين الدِّين (١)، الحسن بن [صدر الدين] (٢) شيخ الشيوخ

أبو علي، وزير الصَّالح أيوب.

وهو الذي حَصَرَ دمشق، وكان مرضُه بالإسهال والدم، ونزع يومًا وليلة، ومات ليلة الأحد الثاني والعشرين من شهر رمضان عن ستٍّ وخمسين سنة، وصُلِّي عليه بجامع دمشق، ودفن بقاسيون إلى جانب أخيه عماد الدين، فكان بين بلوغ أُمْنيَّته وحلول منيَّتِهِ أربعة أشهر وخمسة عشر يومًا.

ربيعة خاتون بنت أيوب (٣)

أخت صلاح الدين والعادل، تزوَّجها أولًا سعد الدين مسعود بن معين الدين أُنَر، وكان صلاح الدِّين قد تزوج أُخته، ثم مات سعدُ الدين، فزوجها صلاحُ الدين مظفَّرَ الدِّين بنَ زين الدين، فأقامت بإربل، ثم قدمت دمشق فأقامت بها، وخدمتها أَمَةُ اللطيف العالمة بنت النَّاصح بن الحَنْبلي، وأقامت في خِدْمتها مُدَّة، فحصل لها منها أموالٌ عظيمة، وبنت للحنابلة بقاسيون مدرسةً، وأوقفت عليها الأوقاف، وتوفيت ربيعة بدمشق بدار العقيقي، ودفنت بقاسيون، وقد جاوزت ثمانين سنة.

[لأن أباها أيوب مات في سنة ثمان وستين وخمس مئة، وتوفيت في هذه السنة، بينهما ست وسبعون سنة، وكانت لربيعة خاتون محارم كثيرة وقد ذكرناهم في ترجمة أختها ستّ الشام] (٢).

وأما أَمَةُ اللَّطيف، فإنها لاقت بعد ربيعة خاتون الشَّدائد والأهوال، من الحبس والمصادرة [وأخذ المال] (٢)، وأقامت محبوسة ثلاث سنين بقلعة دمشق.


(١) له ترجمة في "سير أعلام النبلاء": ٢٣/ ١٠٠، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٧٦ - ٧٧، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).
(٣) لها ترجمة في "المذيل على الروضتين": ٢/ ٧٦، وفيه تتمة مصادر ترجمتها.