للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمَّد بن عمر بن عبد الكريم (١)

أبو عبد الله، فخر الدِّين بن المالكي، الحِمْيَري.

كان منقطعًا بجامع دمشق بالمئذنة، متصدِّيًا لقضاء حوائج المسلمين [عند الولاة والسَّلاطين] (٢)، ذا مروءة، وكَرَمٍ، ودين، وفتوة، وزُهْدٍ في الدُّنيا، وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر شعبان، ودفن بمقابر الصُّوفية عند المُنَيبع.

النَّاصح الفارسي

كان شيخًا مُسْرفًا على نفسه، لم يفارق الخمر [ساعة واحدة] (٢) بدمشق، وحُمِلَ إلى حلب.

[وفيها توفي

[نور الدين علي بن عقيل]

كان شابًّا، عاقلًا، دَيِّنًا، صالحًا، وكان صهر الغرز الخليل على ابنته، رحمه الله تعالى] (١).

السنة الرَّابعة والأربعون وست مئة

فيها في ثامن المحرم كُسِرَتْ الخُوارَزْمية على بحيرة حِمْص لما أمال الصالح أيوب إليه المنصور صاحب حمص، واقتطعه عن الصَّالح إسماعيل، كتب إلى الحلبيين يقول: هؤلاء الخُوارَزْمية قد أخربوا البلاد، والمصلحة أن نتفق عليهم. فأجابوه، وخرج شمس الدين لؤلؤ بالعساكر من حلب، وجمع صاحب حمص العرب والتركمان، وخرج إليهم عسكر دمشق، واجتمع كلهم على حمص، واتَّفق الصَّالح إسماعيل والخُوارَزْمية والنَّاصر داود وعِزُّ الدين أيبك، واجتمعوا على مرج الصُّفَّر، ولم ينزل النَّاصر من الكرك، وإنما بعث عسكره، وبلغهم أَنَّ صاحب حمص يريد


(١) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ٢/ ٧٥، و"الوافي بالوفيات": ٤/ ٢٦١.
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).