للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنشد لأُسامة بن منقذ: [من الطويل]

ولما التقينا بَعْدَ بُعْدٍ تحدَّرت … دُموعي إلى أن كدتُ بالدَّمْعِ أغرقُ

فقلتُ لها يا عينُ هذا لقاؤنا … فقالتْ ألسنا بعده نتفرَّقُ

وكَتَبَ على تقويم: [من البسيط]

إذا أردت اختيارَ السَّعْدِ فيه فقلْ … على الذي في يديه السَّعْدُ اتَّكِلُ

سَلِّمْ إلى الله فيما أنتَ فاعِلُهُ … فما إلى النَّجْمِ لا قَوْلٌ ولا عَمَلُ

ورثاه سعد الدِّين مسعود، فقال: [من الوافر]

ألا روَّى الإله ترابَ قَبْرٍ … حَلَلْتَ به شهابَ الدِّين غازي

وأَسْكنكَ المليكُ جِنانَ عَدْنٍ … وكان لك المكافئ والمجازي

فَضَلْتَ النَّاسَ مكرمةً وجودًا … فما لك في البَرِيةِ مِنْ موازي

وكنتَ الفارسَ البطلَ المُفَدى … مبيدَ القِرْن في يوم البِرازِ

تُجَنْدِلُهُ بأبيضَ مَشْرَفي … وتطعَنُهُ بأسمرَ ذي اهتزازِ

[السنة السادسة والأربعون وست مئة]

فيها قايضَ الأشرف موسى صاحب حمص تل باشر بحمص مع الملك الناصر يوسف [بن الملك العزيز] (١) صاحب حلب.

وخرج الصَّالح أيوب من مصر إلى دمشق، وجهَّز العساكر مع فخر الدين بن الشيخ إلى حمص، وسخَّر الفلاحين لحمل المجانيق إلى حمص، فكانوا يحملون عودًا قيمته عشرون درهمًا إلى حمص، فيغرم عليه ألف درهم، فخرب الشَّام، وهرب أهله، ونصبوا المجانيق على حمص، وخرج عسكر حلب إلى لقائهم على حمص، وكان الشيخ نجم الدين الباذرائي بالشَّام، فدخل بين الفريقين، ورَدَّ الحلبيين إلى حلب والدِّمَشْقيين إلى دمشق، وعاد الصَّالح أيوب إلى مِصْر مريضًا في مِحَفَّة.

وفيها ولَّى جمالُ الدين بن يغمور فتحَ الدِّين بنَ العدل حِسْبة دمشق، وعَزَلَ النجم بنَ الشِّيرجي.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).