للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتجأ الإفرنسيس إلى المُنْية، وطلب الأمان، فأمَّناه، وأخذناه وأكرمناه، وتسلَّمنا دمياط بعون الله وقوَّته، وجلاله وعظمته. وذكر كلامًا طويلًا.

وفي ثامن وعشرين محرَّم قُتِلَ المعظَّم تورانشاه.

وفيها وصل [ابن] (١) العزيز صاحب بانياس منهزمًا من مِصْر، نفاه تورانشاه، فلما دخل دمشق أُطلع إلى عزَّتا، فاعتقل فيها.

[وفي مستهل ربيع الآخر وصل الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب إلى قارا يريد دمشق، فأرسل جمال الدين بن يغمور والقيمرية إلى عزَّتا، فأنزلوا ابن الملك العزيز إلى دمشق، وأسكنوه دار فرخشاه، وجاء عسكر حلب، فنزل القصير، وانتقلوا إلى داريا يوم السبت سابع ربيع الآخر، وزحفوا يوم الأحد ثامن ربيع الآخر إلى باب الصغير، وكان مسلمًا إلى ناصر الدين القصري، وكان المجاهد إبراهيم في القلعة، فلما وصلوا إلى البابين كسرت الأقفال من الداخل، وفتحت الأبواب، فدخلوا، ونهبوا دار جمال الدين بن يغمور، وسيف الدين بن المسند، وعسكر مصر ودمشق، وأُخذت خيولهم من إصطبلاتهم، وأموالهم وأثاثهم من دورهم، ودخل ابن يغمور القلعة، ثم نودي بالأمان، وانقضت أيام الصالح أيوب بدمشق، وكانت مملكته الأخيرة لها خمس سنين إلا أيامًا، ثم دخل الملك الناصر القلعة، وطيب قلوب الناس، ولم يغير على أحد شيئًا.

وكان الملك الناصر داود نازلًا بالعقيبة، فجاءه ابن الملك العزيز فبات عنده تلك الليلة، وهرب ابن العزيز إلى الصُّبَيْبة، وكان بها خادم من خدامه قد كاتبه، فوصلها، ففتح له، فدخلها.

وتسلم الملك الناصر بعلبك من الحميدي، وبُصْرى وصرخد، وغيرهما] (١).

وفي ليلة الأحد ثاني شعبان كان النَّاصر داود في قصر القابون، والملك النَّاصر يوسف نازلًا في المِزة مريضًا، فبعث ناصرَ الدِّين القيمريّ ونظام الدِّين إلى داود، فأحضراه إلى المِزَّة، وضربوا له خيمةً، واعتقلوه فيها، واختلفوا في سبب اعتقاله على


(١) ما بين حاصرتين من (ش).