للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَزيْنا بني عَبْسٍ جَزاءً موفَّراً … بمقتل عبد الله يومَ الذَّنائبِ

ولولا سَوادُ الليلِ أَدْرَكَ رَكْضُنا … بذي الرِّمْثِ والأَرطى عِياض بنَ ناشبِ

قَتَلْنا بعبد الله خير لِدَاته … ذُؤابَ بنَ أسماءَ بن زيد بن قاربِ

وبلغ قوله عبد الملك بن مروان، فقال: كاد ينسُبه إلى آدم، وليت أن الشمس لم تَغب له قليلاً حتَّى يُدركَه.

وقالت رَيحانة أمُّ دريد: يا بُني إذ عَجزت عن أخذ الثأر ممن قتل أخاك، فاستعن بأخوالك من زبيد، فأنف من كلامها، وغزاهم بنفسه، فأَسر ذؤابَ بنَ أسماء، وجاء به إلى فِنَائها فقتله بعبد الله ابنها (١).

ومنها يوم الرَّقَم، عُقِر فيه قُرْزُل فرسُ عامر بن الطُّفَيل (٢).

قال أبو عبيدة: أغارت بنو عامر على بلاد غَطفان بالرَّقم، وعليّ بني مُرَّة عامرُ بن الطفَيل، فركب عُيينة بن حِصْن في بني فَزارة، ويزيد بنُ سنان في بني مُرَّة، والتقَوا فانهزمت بنو عامر، وجعل عامر بن الطفيل يقول: [من الرجز]

يا نفسُ إن لم تُقتلي تموتي … هذي حِياضُ الموتِ قد صَليتِ (٣)

فيقال: إن غَطفان أصابت من بني عامر أربعة وثمانين رجلًا فقتلوهم، وانهزم الحكم بن الطفيل في نفر من أصحابه فعطشوا، فخنق الحكمُ نفسَه تحت شجرة خوفًا من المُثْلة، فقال فيه عُروة بن الوَرْد: [من الطَّويل]

عَجِبتُ لهم إذ يَخنُقون نفوسَهم … ومَقتلُهم تحت الوَغى كان أَعذَرا (٤)

ومنها يومِ الزُّوَيْرَين، وهما جَملان مَقرونان. أغارت بنو تميم على بَكْر، وأقبلتْ بجمَلَين مَقْرونين، وقالوا: لا نُولّي حتَّى يولِّي هذان الجملان، واقتتلوا، فانهزمت بنو


(١) هذا الخبر عن يوم الصلعاء لا الذنائب، انظر العقد ٥/ ١٧٢، ومعجم البلدان ٣/ ٤٢٢، والأبيات في الأصمعيات ١١١، والخبر والأبيات في الأغاني ١٠/ ١٣، وديوان دريد ٢٧.
(٢) مجمع الأمثال ٢/ ٤٤٠، وعنه نقل، وإنَّما اسم فرس عامر بن الطفيل المعقور: كلب، وقرزل اسم فرس الطفيل بن مالك، والد عامر، انظر شرح المفضليات للأنباري ١/ ٦٢، ونسب الخيل لابن الكلبي ٤٩، وأسماء خيل العرب لابن الأعرابي ٦٣، وللغندجاني ١٩٨.
(٣) شرح المفضليات ١/ ٦٢، والعقد الفريد ٥/ ١٦٠، وتروى لعبد الله بن رواحة في السيرة ٢/ ٣٧٩.
(٤) ديوان ٨٢.