للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حديث الرَّغيف

قال مُغيثُ بنُ سُمَيّ: تَعبَّد راهبٌ من بني إسرائيل في صَومعته ستين سنة، فنظر يوماً في غِبِّ سماء، فأعجَبتْه الأرضُ، فقال: لو نزلتُ فتمشَّيتُ في الأرض، ونظرتُ فيها.

قال: فنزل معه برغيفٍ، فعَرضت له امرأةٌ، فتَكشَّفتْ له، فلم يَملِك نفسَه أن وَقعَ عليها، فأدركه الموتُ على تلك الحال، وجاء سائلٌ، فأعطاه الرَّغيفَ، ومات. فجيءَ بعملِ ستين سنةً، فوُضِعَ مع عَمله، فرَجح بخطيئته (١).

حديث القِرد

قال الإمام أحمد بن حنبل ﵁: حدثنا بَهْز، حدثنا حمّاد بنُ سَلَمة، أخبرني إسحاق بنُ عبد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: "حَمَلَ رجل معه خمراً في سفينة يبيعه، وكان معه قرد، فكان الرجل إذا باع الخمر شابه بالماء، فأخذ القردُ الكيس، وصَعِد على رأس الدَّقَل (٢)، فجعل يطرح ديناراً في البحر وديناراً في السفينة، حتى قسَمه نِصفين".

حديث السَّقَّاء

قال وَهب بن منبّه: كان في بني إسرائيل عابدٌ لم يكن له إلا جُبَّةُ صوف، وقِرْبةٌ يَستقي فيها الماء للفقراء والأرامل، فلما احتُضر قال لأصحابه: إني لا أُخَلِّفُ من الدنيا سوى هذه الجُبَّة والقربة، فإذا متُّ، فاحملوها إلى الملك، وقولوا له: إني لا أَقْدِر على حَملِ هذه يوم القيامة، فاحملها مع ما تحمل من دُنياك. فلما مات حملوها إلى الملك، وأبلغوه رسالته، فقال الملك: هذا الزاهد عَجَز عن حمل قِربَة وجُبَّةٍ من صوف، وأنا قد تَحمَّلتُ في الدنيا من الآثام والمظالم ما حملتُ! ثم أخذ الجبّةَ فلَبسها، وحمل القِربةَ على كتفه، وصار يستقي للناس الماء كما كان العابد يفعل، وانخلع من الملك حتى مات على ذلك (٣).


(١) التوابين ٩٩.
(٢) في النسخ: المرقل! والمثبت من مسند أحمد (٨٠٥٥)، وهي خشبة يمُدّ عليها شراع السفينة.
(٣) التوابين ٧٤.