للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنْ يُمسِ مُلْكُ بني ساسانَ مُنْقَرضًا … فإن ذا الدَّهرَ أَطوارٌ دَهاريرُ

وربَّما أصْبَحوا يَومًا بمنزلةٍ … يَهاب صَوْلَتَها أُسْدٌ مَهاصيرُ

منهم أَخو الصَّرح بَهرامٌ وإِخوتُه … والهُرْمزانُ وشابورٌ وسابورُ

والناس أولادُ عَلَّاتٍ فَمن عَلِموا … أنْ قد أقلَّ، فمحقورٌ ومَهجورُ

فهم بنو الأم إِلا إِن رَأَوا نَشَبًا … فذَاك بالغيبِ محفوط ومنصورُ

والخيرُ والشَّر مقرونانِ في قَرَنٍ … فالخيرُ متَّبعٌ والشَّرُ محذورُ

فلما قدم على كسرى، أخبره بما قال سطيح، فقال كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكًا تكون أمور، فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون إلى أيام عثمان بن عفان (١) ﵁.

ذكر سَطِيح

واسمه الربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب، ولد في زَمَن سَيل العَرِم، وعاش إلى زمن كسرى أنو شروان، وذلك نحوًا من عشرة قرون، وقيل: عاش ألف سنة. وقال الشيخ جمال الدين ابن الجوزي رحمة الله عليه: عاش ست مئة سنة (٢). وقيل: خمس مئة سنة، وقيل: ثلاث مئة سنة، ونزل البحرين، وأقام بها مدة، ثم انتقل إلى الشام فنزل بمشاريقه، وكان في زمنِه: شِقٌّ كاهِنٌ آخر، فكلما سُئِلَ واحد منهما عن شيء أخبر عنه بكلام مسجوع يقذفه إليه تابعه من الجن، وكان سَطيح لحمًا على وَضَم، وكان يُحمل على شريحة من جَريد النَّخْل، فيؤتى به حيث شاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والعنق والكفين، وكان يُطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب، ولم يكن فيه شيء يتحرك سوى لسانه. وأنشد أبو سهل الرازي لسطيح: [من الطويل]

عليكُمْ بتقوى اللهِ في السِّر والجهْرِ … ولا تَلبسوا صِدقَ الأمانةِ بالغدْرِ


(١) "تاريخ الطبري" ٢/ ١٣١ - ١٣٢، و"العقد الفريد" ٢/ ٢٨ - ٣١، و"دلائل النبوة" ١/ ١٢٦ - ١٢٩ و "المنتظم" ٢/ ٢٤٩ - ٢٥٢، و"البداية والنهاية" ٢/ ٢٤٩ - ٢٥١.
(٢) "أعمار الأعيان" ص ١٢٥.