للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشايخ قريش، ثم نزل على شيبة وأقام عنده ثلاثًا، ثم اعتمر ورجع إلى المدينة، فقال عبد المطلب:

ويأبى مازن وبنو عَدِيّ … ودينارُ بن تيْم اللهِ ضَيْمي

بهم رَدَّ الإله علي رُكْحي … وكانوا في انتسابٍ دون قومي

ذكرُ الحِلْفِ الذي جرى بين نوفل وبين عبد شمس على بني هاشم

وحالفت بنو هاشم خزاعة علي بني عبد شمس وبني نوفل، وكان ذلك سببًا لفتح مكة لما نذكر، ولما رأت خزاعة نصر بني النجار لعبد المطلب، قالوا: نحن ولدناه كما ولده بنو النجار، فنحن أولى بنصرته. ومعنى هذا: أن عبد مناف جد عبد المطلب، أمُّه حُبَّى بنت حُلَيل بن حُبْشِية سيد خزاعة، فقالوا لعبد المطلب: هلم فلنتحالف. فدخلوا دار الندوة، وتحالفوا، وتعاقدوا، وكتبوا بينهم كتابًا كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ولم يحضره أحد من بني نوفل ولا من بني عبد شمس، وعلقوه في الكعبة، وصورته: باسمك اللهمَّ، هذا ما تحالف عليه بنو هاشم ورجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة على النصرة والمواساة، ما بلَّ بحر صوفة، وما أشرقت الشمس على ثبير، وحنَّ بفلاةٍ بعير، وما أقام الأَخشبان، واعتمر بمكة إنسان. وتزوج عبد المطلب يومئذ لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فولدت له: أبا لهب، وتزوج ممنعة بنت عمرو بن مالك بن نوفل (١)، فولدت أي: الغَيداق.

حديث الاستسقاء بعبد المطلب (٢):

قال مخرمة بن نوفل: عن أمه رُقَيقَةَ بنت [أبي] صَيْفي -وكانت امرأة عبد المطلب- قالت: تتابعتت على قريش سنون، أقحلتِ الضَّرْعَ، وأدقَّت العظم، فبينا أنا نائمة بالهمِّ -أو مهمومة- إذا بهاتف يصرخ بصوت صَحِلٍ (٣) يقول: يا معاشر قريش، إن هذا النبي


(١) وفي أنساب الأشراف ١/ ٨٣: مؤمّل.
(٢) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٧٠ - ٧١، و"أنساب الأشراف" ١/ ٩٤ - ٩٥، و"دلائل النبوة" ٢/ ١٥، و"المنتظم" ٢/ ٢٧٥: والسيرة الشامية ٢/ ١٧٨.
(٣) الصوت الصحيل: الَّذي فيه بحة.