للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّاسُ، اجتَمِعوا واسْتَمِعوا وَعُوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكلُّ ما هو آتٍ آت، إنَّ في السماءِ لخبرا، وإنَّ في الأرضِ لعِبَرا، مهادٌ موضوعٌ، وسَقْفٌ مَرفوعٌ، ونجومٌ تَمورُ، وبحارٌ لا تَغُورُ، أَقسم قُسٌّ قسمًا حقًّا أن لله تعالى دينًا هو أَحبُّ إليه من دينكم الَّذي أَنتم عليه، مالي أرى النَّاس يذهبونَ فلا يَرجعونَ، أَرَضُوا فأقاموا، أَم تُرِكوا فنامُوا؟ " ثم قال: "أيكم يَروي شعرَه؟ "، فأنشدوه: [من مجزوء الكامل]

في الذَّاهبين الأولينَ … من القرونِ لنا بصائرْ

لما رأيتُ مواردًا … للموتِ ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها … يمضي الأكابرُ والأصاغِر

لا يرجع الماضي إليَّ … ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالةَ … حيث صار القوم صائر (١)

* * *

السنة السادسة عشرة من مولده ﷺ -

شَعَّثَت الملوك على هُرْمز بن أَنُو شروان واتفقوا على قصده (٢).

* * *

السنة السابعة عشرة من مولده ﷺ -

فيها وصل ملك الترك ويقال له: شابةُ إلى هَراة في أربع مئة ألف فارس يريد المدائن لقتال هُرْمُز، وقصده ملك الروم في مئة ألف فارس ووصل إلى الضواحي، وقصده ملك الخزر وباب الأبواب في ست مئة ألف، وقصده من العرب رجلان: عباس الأحول، وعمرو الأزرق في جموع العرب والقبائل، ونزلا على شاطئ


(١) أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢٥٦١)، والبيهقي في "الدلائل" ٢/ ١٠٢، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٤٢٤) وقال ابن الجوزي: وهذا الحديث من جميع جهاته باطل، قال أبو الفتح الأزدي: هو حديث موضوع لا أصل له. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩/ ٤١٨ وقال: وفيه محمد بن الحجاج اللخمي، وهو كذاب. وانظر "اللآلي المصنوعة" ١/ ١٨٤.
(٢) انظر "المنتظم" ٢/ ٣٠١.