للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنين، فطالب أسَنُّهم، ثم عقيل، ثم جعفر ﵁، ثم علي ﵇ وهو أصغرهم.

فأما طالب: فكنيته أبو زيد، وكان أبو طالب يُكْنى به، وكان عالمًا بالأنساب (١) من قريش والعرب، عارفًا بأيام الجاهلية، أخرجه المشركون يوم بدر لقتال رسول الله ﷺ مكرهًا، فقال: [من الرجز]

لا هم إمّا يَغْزُوَنَّ طالِبْ … في مِقْنَب من هذه المَقَانِبْ

فليكن المغلوبَ غيرَ الغَالِب … ولْيَكن المَسْلُوبَ غيرَ السَّالِبْ

فلما انهزم الكفار يوم بدر، طُلب طالبٌ فلم يوجد في القتلى، ولا في الأسرى، ولا رجع إلى مكة، ولا يُدرى ما أصابه، وليس له عقب (٢).

وأما عقيل فأخرج أيضًا يوم بدر وأُسر، ولم يكن له مال، ففداه العباس، ثم رجع إلى مكة، فأقام بها إلى سنة ثمانٍ من الهجرة، ثم هاجر إلى المدينة، فشهد غزاةَ مؤتةَ مع أخيه جعفر ﵁، وأصاب في ذلك الوجه خاتمًا من ذهب عليه تماثيل، فنفَّله رسول الله ﷺ إياه (٣). وهو الذي قال فيه رسول الله ﷺ: "وهل تَرَكَ لنا عَقيل مِن مَنزِلٍ" (٤).

وكان طالب وعقيل قد ورثا أبا طالب، ولم يرثْه جعفر وعلي ﵄ (٥).

وتوفي عقيل سنة خمسين من الهجرة، وسنذكره.

وأما جعفر وعلي ﵄ فسنذكرهما فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وأما البنات: فالمشهور ابنتان: أم هانئ وجُمانَة، واسم أم هانئ: هند، وقيل: ريطة. وفاختة، وقيل: جَعْدة، وهرب زوجها هُبيرة بن أبي وهب المخزومي يوم الفتح إلى نَجران، وكانت قد أجارته، وأجاره رسول الله ﷺ.


(١) في "الطبقات الكبرى" أن عقيل بن أبي طالب هو العالم بالنسب، وكنيته أبو يزيد، انظر "نسب القرشيين" ص ١١٠ - ١١١، ولم نقف على كنية لطالب هذا.
(٢) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ١٩١، و"الطبقات الكبرى" ١/ ٩٩ - ١٠٠.
(٣) انظر الطبقات الكبرى ٤/ ٤٠.
(٤) أخرجه البخاري (٣٠٥٨)، ومسلم (١٣٥١) من حديث أسامة بن زيد ﵁.
(٥) أخرجه مسلم بعد (١٣٥١).