للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله، إنِّي قد زنيتُ وأُريد أن تطهرني، فقال لها: "ارْجِعي" فجاءته ثانيًا وثالثًا، فاعترفت عنده، فقال لها: "ارْجِعي" فقالت: فلعلَّك أن تردَّني كما ردَدْتَ ماعزًا، فوالله إني لَحُبلى، فقال لها رسول الله ﷺ: "أَمَّا الآنَ فاذْهَبي حتَّى تَلِدِي"، فلما وَلَدت جاءت بالصبي تحمله، فقالت: ها قد وَلَدت، قال: "فاذْهَبي فأَرْضِعيه حتَّى تَفْطمِيه". فلما فطمته، جاءت به، وفي يده كِسْرةُ خبز فقالت: يا نبي الله، هذا الصَّبي قد فطمته، فأمر رسول الله ﷺ بالصبي، فدفعه إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها حفرة، فجعلمت فيها إلى صدرها، ثم أمر الناس أن يرجُموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى به رأسَها، فنضح الدم على وجه خالد، فسبَّها، فقال ﵇: " [مهلًا يا خالد] فَوَالذي نَفسِي بيَدِه، لقد تابَت تَوبَةً، لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ له". وأمر بها رسول الله ﷺ فصلَّى عليها، ودُفنت. انفرد بإخراجه مسلم (١).

وروى الجماعة بقية الحديث مشابهًا لحديث بريدة، وقد اختصرناه.

* * *

وفيها (٢): لاعَنَ رسول الله ﷺ بين رجل وامرأته.

روى الأَعمَش، عن إبراهيم بن عَلقمة، عن ابن مسعود قال: كنَّا جلوسًا عشيةَ الجمعة في المسجد، فقال رجل من الأنصار: أَحدُنا إذا رأى معَ امرأَتِه رجلًا قتله قتلتموه، وإن تكلم حديتموه، وإن سكت سكتَ على مضض أو غيظ؟! والله لئن أصبحت صالحًا لأسألن رسول الله ﷺ، قال: فسأله كما سأل ابنَ مسعود، فقال: "اللَّهمَّ افتح" يرددها، فنزلت آية اللِّعان، فابتلي ذلك الرجل مِن بين الناس، فجاء هو وامرأته، فتلاعنا عند رسول الله ﷺ فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، ثم قال في الخامسة: أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، والتعنت المرأة أيضًا (٣).


(١) أخرجه مسلم (١٦٩٥) (٢٣)، وأحمد في "مسنده" (٢٢٩٤٩).
(٢) الخبر ليس في (ك).
(٣) أخرجه مسلم (١٤٩٥).